أكدت وسائل إعلام عبرية أن الهجمات التي نفذها حزب الله صباح اليوم الأحد، تُعد الأولى من نوعها الذي يشهدها كيان الاحتلال، وذلك من ناحية الأهداف ونوعية الأسلحة والمدى الذي طالته الصواريخ التي تم إطلاقها.
وأكد بيان حزب الله أن صواريخ “فادي 1” و”فادي 2″، استهدفت مجمّعات الصناعات العسكرية “رافاييل” وقاعدة “رامات دافيد” الجوّية، إذ تُعد هذه القاعدة من أهم القواعد التابعة لـ”سلاح الجو الإسرائيلي” في فلسطين المحتلة، وهي القاعدة الجوية الوحيدة لجيش الاحتلال في الشمال، والرمز العسكري لها: “الجناح رقم1” وفق ما أفادت به قناة “الميادين”.
وأشارت تقارير عبرية إلى أنه من هذه القاعدة تنطلق “الطائرات الحربية الإسرائيلية” لاستهداف مناطق في لبنان وسوريا تحديداً، وهي واحدة من أهم ثلاث قواعد جوّية في “إسرائيل”، إذ تحوي بين جنباتها مطاراً عسكرياً حديثاً مجهّزاً بكل التقنيات الخاصّة بإقلاع وهبوط الطائرات بمختلف أنواعها وأحجامها، إضافةً إلى مواجهة الحالات الطارئة التي يتطلّب العمل فيها قدرات استثنائية.
وتضم هذه القاعدة مجموعة من الاختصاصات الجوية، تتوزع بين -مقاتلات حربية، -مروحيات قتالية، -مروحيات للنقل والإنقاذ، بالإضافة إلى مروحيات استطلاع بحري، ومنطومات حرب الكترونية هجومية.
وتحتوي التشكيلات العضوية الشاغلة: 3 أسراب قتالية، وهي “الوادي 109″، و”المعركة الأولى 101″، و”العقرب 105″، كما تحوي هذه التشكيلات، “سرب الاستخبارات البحري، حماة الغرب 193″، و”سرب الحرب الإلكترونية 157″، يضاف إليها 4 أسراب أركانية لمهام خدمات الدعم والصيانة والإدارة.
ويخدم في قاعدة “رامات دافيد” أكثر من 1200 ضابط وجندي، وهي تقع إلى الجنوب من مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة، بالقرب من كيبوتس “رامات دافيد” الواقع في سهل مرج ابن عامر بالقرب من مستوطنة “مجدو”.
أما مجمّعات الصناعات العسكرية “رافاييل”، هي منطقة صناعية عسكرية تتبع لشركة “رافاييل”، وتُعَدّ هذه المنطقة بالغة الحساسية والسرية، وتبلغ مساحتها الإجمالية 6.5 كلم مربع وتبعد عن الحدود اللبنانية 24 كلم، وتضم عدداً كبيراً من المصانع والمخازن وحقول التجارب، ويجري فيها تصنيع وتجميع مكوّنات أنظمة الدفاع الجوي الفعّال، ومن أشهر منتجاتها العسكرية “القبة الحديدية” و”قبة الطائرات المسيرة” وصواريخ “سبايدر” و”مقلاع داود”.
وتعدّ شركة “رافاييل لأنظمة الدفاع المتقدمة”، إحدى أبرز الأذرع “الحكومية الإسرائيلية” المعنية بمهمات تطوير التقنيات العسكرية التي يستخدمها جيش الاحتلال، وقد تمّ تأسيسها كمختبر وطني للبحث والتطوير الدفاعي في كيان الاحتلال عام 1948، ضمن فروع “وزارة الأمن الإسرائيلية”.
وعام 2002 تم تحويل الشركة إلى شركة مساهمة محدودة، بهدف إنقاذها من سلسلة من الخسائر السنوية المتراكمة، وللمساهمة في الترويج لمنتجاتها بمعزل عن العلاقات الرسمية بين الكيان الإسرائيلي ودول العالم، ولفصل كل ما تقوم به شكلياً عن سياسات “الحكومة الإسرائيلية” وكذلك للدخول بشكل أوسع في المنافسة مع الشركات العالمية، مع استمرار ملكيتها للحكومة.
لأول مرة تصل ضربات حزب الله إلى هذا المدى:
أكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن حزب الله أطلق صباح اليوم صواريخه في أبعد مدى بلغ 60 كلم، في ضربة لم يشهد مثلها الكيان الإسرائيلي حتى في حرب عام 2006.
وأوضحت قناة “13” العبرية أنّ المناطق التي وصلتها صواريخ حزب الله، في “الناصرة” و”العفولة” و”مغدال هعيمق”، لم تكن مشمولةً بالتعليمات التي وجّهتها الجبهة الداخلية إلى المستوطنين، تحسباً لضربات حزب الله.
وفي هذا السياق، تشير التقديرات إلى الأهمية الاستراتيجية لهذا الاستهداف، وتمكن حزب الله من الوصول في أهدافه إلى مدين حيفا التي تُعد مركزاً عسكرياً وتجارياً مهماً لكيان الاحتلال.
ووفق التقارير فإن حيفا تضم منشآت هامة وحيوية للكيان الإسرائيلي:
تجارياً: تضم مينا حيفا الذي يقع في جوار أكثر طرق الشحن البحرية ازدحاماً في العالم، ويعتمد عليه كيان الاحتلال بنسبة تصل إلى 90% من تجارتها على الموانئ البحرية لاستيراد البضائع وتصديرها إلى المطار، يُعدّ نقطةً في ممرٍ تجاري جديد يربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط.
كما يوجد في المدينة مقر السكك الحديدية “الإسرائيلية”، وتضم 60 مستوطنة إسرائيلية.
عسكرياً: يمثّل الميناء موقع عسكري مُهم جداً، إذ يحتوي على أسلحة نووية وغير تقليدية، إذ تقع شرقي الميناء قاعدة “بولونيوم” للأسلحة البحرية، وتُعد مقراً للغواصات الحربية، وخصوصاً من نوع “الدلفين”، المعدّة لحمل صواريخ ذات رؤوس نووية.
وتضمّ المدينة مجمع حيفا البتروكيميائي الذي يعدّ واحداً من أهم المراكز الاقتصادية في “إسرائيل” وأكثرها حساسية لكونه يضمّ العديد من المنشآت التي تعالج وتخزن المواد البتروكيميائية.
يشار إلى أن التقارير العبرية أكدت أنه سقطت على مستوطنات كيان الاحتلال صباع اليوم حوالي 140 صاروخاً من قبل حزب الله، وذلك كرد أولي على “مجزرة البيجر واللاسلكي” التي أودت بحياة العشرات وإصابة آخرين، وعلّق الناطق باسم البيت الأبيض جون كيربي، على هذه الأحداث بقوله: “التصعيد العسكري ليس في مصلحة إسرائيل“.