في الوقت الذي كانت فيه الضبابية تخيم على المشهد في الشمال السوري بسبب العملية العسكرية التركية والانسحاب الأمريكي المفاجئ من تلك المنطقة والتخلي عن حلفاءهم الأكراد، جاءت خطوة الجيش السوري التي قلبت مجرى الأحداث رأساً على عقب، حيث أعلن الجيش السوري مساء أمس الأحد عن توجهه إلى مناطق الشمال السوري، ما يفرض قراءات جديدة على مشهد شمالي شرق سورية.
وفي هذا الصدد قالت صحيفة “غازيتا رو” الروسية:
“يعتزم الأكراد اللجوء إلى دمشق وموسكو لطلب المساعدة، إذا لم تستطع واشنطن إيقاف العملية التركية… والطلب من السلطات الرسمية في سورية وروسيا إنشاء منطقة حظر طيران في شمال سوريا. فمن شأن ذلك أن يحد بشكل كبير من قدرة أنقرة على استخدام الطيران في عمليتها الهجومية في شمال سورية”.
أما “الأخبار” اللبنانية فنشرت:
“تستعد دمشق وحلفاؤها لدخول شرق الفرات، بلا رصاص (أقلّه حتى الآن)، في مواجهة غزو تركي جديد، لا تقف أطماعه ربمّا عند شريط حدودي، والتخلّي الأمريكي عن الثقل الاستراتيجي في سورية، حيث منابع النفط والضغط على دمشق، فتح المجال أمام خيارات لم تكن واردة في ميزان المعقول بهذه السرعة، وأهمها عودة مناطق شرق الفرات إلى يد الحكومة السورية.. الاستعجال الأمريكي في الانسحاب تحت رغبة الرئيس دونالد ترامب، ورجحانُ الكفة العسكرية لصالح قوات الاحتلال التركية، وضعا قسد أمام طريق إجباري يفضي إلى دمشق”.
وتحدثت “رأي اليوم” اللندنية عن السياسة التي تتبعها الدولة السورية، حيث ورد فيها:
“الدولة السورية، مثلما يتضح من خلال رصد ردود فعلها تجاه التطوّرات الأخيرة تتمسّك بسياسات النّفس الطّويل وكظْم الغيظ، وعدم التهوّر، بعيدًا عن النّزق والنّزعات الثأريّة الانتقامية في الوقت الراهن على الأقل.. المعركة القادمة والوشيكة ستكون في إدلب التي ستعود كاملةً للسيادة السوريّة وقَريباً جداً”.
النتائج المبدئية والتي ظهرت على العلن هو أن تدخل الجيش السوري سيساعد بشكل كبير في تغيير مسار العملية العسكرية التركية، والدليل هو تصريح الرئيس التركي اليوم الذي أكد خلاله أنه بعد دخول الجيش السوري إلى عين العرب لن يحدث شيء هناك، إضافة إلى التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا بسبب هذه العملية والرفض الدولي لها، ما يشير إلى أن النظام التركي ببدءه لهذه العملية أقدم على خطوة غير مدروسة الأبعاد والخلفيات التي قد تترتب عليها، ففي الداخل السوري هناك احتمال كبير أن تسمح هذه الخطوة باستعادة الجيش السوري للمزيد من المناطق التي كانت خارج سيطرته، أما على الصعيد الداخل التركي فالليرة التركية على طريق الانهيار، فمن المحتمل أن تكون جميع هذه المؤشرات هي بداية النهاية للمشاريع التركية الاحتلالية في سورية.