أثر برس

دعوة الرئيس الأسد إلى جدّة.. كيف أفقدت السعودية نفوذ قطر الدبلوماسي؟

by Athr Press A

بعد أن أعلنت قطر معارضتها لقرار وزراء الخارجية العرب بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، بدّلت الدوحة موقفها بعد عشرة أيام موضحةً أنها لن تقف في طريق الإجماع العربي، غير أنها ترفض عودة العلاقات إلى طبيعتها مع دمشق، في وقتٍ أشار فيه محللون إلى أن مساعي قطر بأن تكون صوتاً دبلوماسياً له ثقله في الشرق الأوسط تعرّضت لانتكاسة في مواجهة السعوديّة.

وقال مسؤول قطري لوكالة “رويترز”، إنّ “سياسة بلاده الخارجية مستقلة تماماً وإنها تسعى جاهدة لبناء توافق في الخليج والمنطقة العربية من خلال حوار بنّاء من دون المساس بسياستها الخارجية”، مشيراً إلى أنّ “لهذا السبب، قررت قطر عدم عرقلة عودة سوريا إلى الجامعة العربية لكنها لم تستأنف العلاقات مع الدولة السوريّة”.

وذكرت الوكالة أنّ “قرار قطر أثار استياء “الائتلاف” المعارض في الدوحة، وفي هذا الصدد، نقلت عن ممثل “الائتلاف” بلال تركية قوله، إنّ “قطر لم تقبل هذا القرار؛ لكنها لم تقف في طريقهم”.

من جهته، يرى جورجيو كافيرو الرئيس التنفيذي لمؤسسة “جلف ستيت أنالاتيكس”، أنّ “السعوديّة استخدمت نفوذها لدفع الدول الأعضاء بالجامعة العربية لإعادة سوريا إلى المنظمة”، مضيفاً: إنّ “قطر لا ترغب في لعب أي دور معوق من شأنه أن يجازف بإغضاب القيادة في الرياض والعواصم العربية الأخرى، خصوصاً وأن قطر ما انفكت تعمل على إصلاح العلاقات مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين”، وفقاً لما نقلته قناة “DW” الألمانية.

معارضة قطرية

وكانت قطر من أشد الدول اعتراضاً وثباتاً في موقفها الرافض من عودة دمشق إلى محيطها العربي، في وقتٍ قطعت فيه دمشق تطورات ملحوظة في علاقاتها الثنائية مع دول عربية عدة، وأبرزها السعودية، عُقب زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد إلى جدة بناءً على دعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان، ومن ثم زيارة الأخير إلى دمشق ولقائه مع الرئيس بشار الأسد.

وبعد انتهاء اجتماع جدة التشاوري الذي عُقد في 14 نيسان الفائت، بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست، بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن، كشف تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن “وجود خلاف عربي حاد بشأن التقارب السعودي الأخير مع سوريا، اتضحت معالمه عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب في مدينة جدة السعودية، لمناقشة قبول قبول إعادة سوريا في جامعة الدول العربية”، في إشارة إلى المعارضة القطرية للتوجّه العربي إزاء سوريا.

وعُقب إعلان وزراء خارجية جامعة الدول العربية، في اجتماعهم بالقاهرة استئناف مشاركة وفود سوريا باجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتباراً من 7 أيّار، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية ماجد بن محمد الأنصاري، أن موقف دولة قطر من التطبيع مع سوريا لم يتغير.

وقال الأنصاري، إنّ “قطر تسعى دائماً لدعم ما يحقق الإجماع العربي ولن تكون عائقاً في سبيل ذلك؛ لكن الموقف الرسمي لدولة قطر من التطبيع مع سوريا قرار يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق”، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء القطرية “قنا”.

قطر: تطبيع مع الموقف العربي اتجاه سوريا

وبالتزامن مع عقد الاجتماعات التحضيرية لإجراء القمة العربية للمروة الأولى بحضور سوريا، بعد 12 عاماً من تجميد مقعدها، أكد رئيس وزراء قطر عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، أن بلاده لا تريد الخروج عن الإجماع العربي المتعلق بعودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وقال ابن جاسم: “كان هناك تنسيق بين دول مجلس التعاون إضافة إلى مصر والمملكة الأردنية والعراق، وتباينت المواقف ليست في الأهداف؛ ولكن في المنهجية للوصول إلى هذه الأهداف وهذا شيء طبيعي؛ ولكن ندعم أن يكون هناك عمل بناء لتحقيق هذه الأهداف وأن تسهم أي خطوة تطبيع مع الدولة السورية في تحقيق مثل هذا الهدف”، وفقاً لما نقلته شبكة “CNN” الأمريكية.

يشار إلى أنه بعد افتتاح الإمارات والبحرين سفارتيهما بدمشق، في كانون الأول 2018، رفضت قطر تقارب بعض الدول الخليجية مع دمشق بصورة غير مباشرة.

وفي تشرين الثاني 2021، جددت قطر عدم نيتها تطبيع العلاقات مع سوريا، وأعربت عن أملها في “عدم تشجع الدول الأخرى على المزيد من الخطوات مع دمشق”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” حينها.

أثر برس

اقرأ أيضاً