في أحد المباني الصغيرة والكثيرة في مخيم شاتيلا للاجئين، تطرز أمينة، اللاجئة السورية، بيديها العجوزتين المتجعدتين حراشف السمك على قماش قطني تروي بها حلم عائلة بالسفر فيما تخشى ابنتهم الصغيرة أن تغرق في البحر وتلتهمها الأسماك.
خلف جدار اسمنتي رقيق يفصلهم عن الضجيج الذي يعم مخيم اللاجئين الفلسطينيين القائم منذ عشرات الأعوام في الضاحية الجنوبية لبيروت، قررت عائلة موصلي -وهي مؤلفة من أب لبناني وأم سورية وابنتاهما ماريان وملينا- تجسيد قصص وأحلام أمهات سوريات مزقتها الحرب ومحاولة تقريب آلامهم ليراها العالم.
تجمع العائلة قصص أشخاص سوريين عاديين لا زالوا يعيشون في بلادهم، يحولونها إلى رسومات مطرزة على شكل دمى قطنية تصنعها نساء سوريات في لبنان، “لتحمل كل دمية اسم الشخص الذي تروي قصته.”
ويسعى هذا المشروع الذي يحمل اسم مجموعة “أنا” إلى تسليط الضوء على الضحايا المنسيين في الحرب الممتدة منذ ستة أعوام، من خلال الفن والتعبير عن النفس، بالإضافة إلى خلق حلقة كاملة من التمكين يسمح للاجئين من خلاله بمساعدة لاجئين آخرين وأشخاص نازحين نزوحاً داخلياً في سوريا.
منذ إنشاء المشروع، تم بيع أكثر من 1,500 دمية، تروي 48 قصة، تحمل كل دمية ملصقة كُتبت عليها رسالة: “أحمي أحلام أطفالي”، ويتم تحويل الإيرادات إلى الأمهات والأطفال الذين تروي الدمى قصصهم ويغطي جزء منها تكاليف الإنتاج وأجرة 80 امرأة يعملن في التطريز داخل لبنان.
يعرف الناس أنهم إذا اشتروا الدمية سلمى، يساعدون سلمى الحقيقية في سوريا، كما يعرفون أنها تستفيد من المال الذي يدفعونه، وذلك يؤثر فيهم.