أثر برس

دير الزور: “حوايج ذياب” تشكو العطش.. وغياب توصيفها الإداري يُفقدها الخدمات

by Athr Press G

خاص || أثر برس  يشكو أهالي “حوايج ذياب” بريف دير الزور الغربي من عدم توافر مياه الشرب لسكان المنطقة بشكلٍ كاف، ما يضطرهم لشرائها من أصحاب صهاريج نقل المياه بسعر يصل إلى 4 آلاف ليرة للبرميل الواحد.

وبحسب حديث المشتكي “حسن” لـ”أثر” فإنّ تكاليف عاليّة يتكبدها الأهالي لتأمين المياه بأغراضها المُتعددة، وهناك من لجأ من السكان لحفر الآبار في سبيل تأمينها، مُبيناً أن منطقته لا تملك محطة مياه خاصة بها، بل تعتمد على محطة المياه التي تُغذي بلدة “الخريطَة” المُجاورة، فيما ينعكس برنامج التقنين للتيار الكهربائي سلباً في توفير إمكانية الضخ بشكل دائم، وبما يُغطي المنطقة وحاجتها من المياه، كاشفاً أن المنطقة بلا توصيف إداري، ما غيّب عنها الكثير من الخدمات الضرورية.

– الكهرباء سبب :

أكد مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بدير الزور المهندس لورانس الحسين في تصريح لـ”أثر” رداً على الشكوى “أن منطقة “حوايج ذياب” تتغذى بمياه الشرب عن طريق محطة بلدة “الخريطة “المجاورة، مشيراً إلى أن التغذية تتم وفق برنامج يُغطي المنطقتين بكافة تجمعاتهما السكانيّة، وتتأثر التغذية بالتقنين الذي تفرضه شركة كهرباء المحافظة كحال باقي المحطات، مُرجعاً المسؤوليّة بالدرجة الأولى لواقع برنامج التقنين الكهربائي المُطبق بدير الزور، إذ إن 29 محطة تخضع لهذا التقنين وفق نظام 5 ساعات قطع للتيار، مقابل ساعة واحدة وصل، علماً أن عملية ضخ المياه الصافية لتكون صالحة للاستخدام تحتاج إلى 45 دقيقة، الأمر الذي ينعكس سلباً على تزويد الأهالي بالمياه، فعملية الضخ تمر بمراحل قبل أن تبدأ، وهي (سحب المياه الخامية عبر المضخات، ثم التهدئة والترقيد، فالفلترة عبر الفلاتر المعدنيّة، يتبع ذلك التعقيم والتجميع ضمن خزان المياه الصافية، يليه عملية الضخ باتجاه الخزانات وشبكات المياه لمصلحة المُشتركين).

وبين أنه توجد 14 محطة تعمل على الديزل، وهنا تبدو المشكلة بعدم تسديد الذمم الماليّة من قِبل المشتركين، وبالتالي لتأمين وقود التشغيل بشكل يكفي للضخ وتغطية كل السكان بالمنطقة، وهناك محطات تعمل بخطوط كهرباء مُستثناة من التقنين الكهربائي، وتصل إلى 26 محطة، تتوزع ما بين المدن والأرياف، غير أن قدرتها في الأرياف أقل منها في المدن.

وأشار الحسين إلى أن التوجه لحل هكذا إشكالات عن طريق العمل على تزويد محطات المياه بالطاقة الشمسيّة، بالتنسيق مع المنظمات الدوليّة الناشطة بالمحافظة، حيث وصل عدد المحطات التي باتت تعمل على الطاقة الشمسيّة إلى جانب التيار الكهربائي 9، وفي خطة المؤسسة التي ستنفذ تزويد 10 محطات أخرى وتتركز في ريف المحافظة وهي: محطات مياه مدينتي “القورية وصبيخان”، وفي بلدات سويدان شاميّة، قطعة البوكمال، تشرين، محطة مياه بلدة الجلاء القديمة، والشميطيّة، مظلوم، وفي حي حطلة (الزوية والغزل).

وبين مدير مياه دير الزور أن محطة بلدة “الخريطة” سيتم تزويدها بألواح الطاقة الشمسيّة خلال أيام ما سيسهم في زيارة ساعات الضخ أيضاً لسكان “حوايج ذياب”.

– بلا خدمات:

لا توصيف إداري للمنطقة، رغم أن من ستسأله عنها حتماً سيصفها بالبلدة، وهي بمساحة تصل لقرابة 25 ألف دونمٍ من الأراضي، وبعدد سكان يصل إلى 10 آلاف نسمة، غير أن “حوايج ذياب” الواقعة في الريف الغربي لدير الزور لا تزال تتبع لبلدة “الخريطّة”، بحسب عضو المكتب التنفيذي بالمحافظة فايز الحسين، وبالتالي فهي لا تحظى بالخدمات كما يجب، من تزفيت للطرقات أو الصرف الصحي أو أعمال النظافة، بالرغم من أنها تضم 7 مدارس لمختلف المراحل التعليمية ووحدة إرشادية و مركز طوارئ كهرباء، وجمعيتين فلاحيّة وأخرى غناميّة.

ويُضيف: “كل متطلبات إعلانها كبلدة متوافرة، وهو مطلب شعبي بالمنطقة، لضمان توفير موازنة خاصة بها لتوفير الخدمات، وإنْ بالحد الأدنى، وللعلم فإن حوايج ذياب قسم بين منطقتي الجزيرة على الضفة اليسرى لنهر الفرات، وهي خارج السيطرة، ومنطقة الشاميّة على الضفة اليمنى، وحديثنا عن الأخيرة التي تتطلب قراراً بإعلانها بلدة بما يلحظ واقعها على الأرض وحاجتها لذلك فعلياً، ومنعاً للحساسيات المناطقيّة”.

وأوضح الحسين أن المنطقة تفتقد للمركز الصحي الذي تضرر بفعل الحرب، وهو بحاجة للتأهيل بما يوفر للأهالي خدماته من الإسعافات الأوليّة واللقاحات، إذ يضطرون لقطع مسافات بعيدة للوصول لأقرب مركز، مع ما حمله ذلك من تكاليف وعناء التنقل في ظل الظروف الراهنة.

يشار إلى أن 73 محطة لمياه الشرب جرى تأهيلها في عموم مناطق دير الزور التي أعادت الحكومة السوريّة السيطرة عليها العام 2018.

عثمان الخلف – دير الزور

اقرأ أيضاً