تحتفل معظم دول العالم اليوم، بعيد الأم، وذلك تكريماً لتضحيات وجهود الأمهات في تربية أبناءهن.
ظهر الاحتفال بعيد الأم في العالم العربي بالقرن العشرين، وتعود فكرته إلى الصحفي المصري علي أمين، مؤسس صحيفة “أخبار اليوم”.
حيث كتب مقالاً عام 1955، دعا فيه لتخصيص يوم للأم، وذلك بعد أن تلقى رسالة من أم تشكو له جفاء ابنها وسوء معاملته لها بعد أن أعطته ريعان شبابها، فقد توفي زوجها وهي في العشرين من عمرها ورفضت الزواج من أجله ومن أجل تربيته.
وتحدثت الأم في رسالتها المذكورة أنها باعت مصاغها وأثاث بيتها ثم ملابسها واشتغلت خياطة للفساتين وخادمة في البيوت لتعلمه أفضل تعليم وتؤهله للحياة، فقد كانت تأخذ دور الأب والأم معاً.
وأوضحت أنه بعد تخرجه من الجامعة وحصوله على وظيفة زوّجته، لكنه فضّل العيش بعيداً عنها، وخرج من البيت يحمل الحقائب دون كلمة شكر أو وداع وعاش بعيداً.
أثّرت رسالة الأم هذه بالصحفي علي كثيراً، مما دفعه لاقتراح يوم في السنة يُطلق عليه “يوم الأم” وجعله مناسبة يُحتفل بها، وكتب قائلاً: “لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم على أن يعامل كل منهم أمه كملكة، يمنعونها من العمل، ويتولون هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلاً منها”.
ثم أضاف قائلاً: “ما رأيكم في 21 شهر آذار، إنه اليوم الذي يبدأ به الربيع وتتفتح فيه الزهور والقلوب، ما رأيكم في أن نجعل عيد الأم هو بداية الربيع في بلادنا وبلاد الشرق الأوسط، ونساهم كلنا في جعل الأم في هذا اليوم ملكة بيتها، ويتولى أولادها عنها كل أعمالها المنزلية، ويقدمون لها الهدايا وباقات الزهور”.
لاقى اقتراح الصحفي المصري ردود فعل إيجابية من الناس ورحّبو بالفكرة، وهكذا انتقلت المناسبة من مصر إلى جميع الدول العربية، وبات عيداً يحتفل به كل عام.
تجدر الإشارة إلى أن تاريخ عيد الأم في العالم الغربي يختلف من دولة إلى أخرى، حيث يُحتفل بعيد الأم في يوغسلوفاكيا في كانون الأول لمدة 3 أيام، أما في بريطانيا يُحتفل في 26 آذار من كل عام، وفي أثيوبيا يرتبط الاحتفال بانتهاء موسم الشتاء الممطر.