خاص|| أثر برس شهدت أسعار الدجاج في دمشق تذبذباً في الآونة الأخيرة بسبب ضعف القدرة الشرائية للأهالي، بوقت اتجه العديد من أهالي ريف دمشق إلى شراء الفروج الحي وتنظيفه بأنفسهم.
مراسلة “أثر برس” رصدت أسعار الفروج الحي في أسواق ريف دمشق، إذ سجل سعر الكيلو 43 ألف ل.س، أي أن سعر الفروج كامل يتراوح بين 110-120 ألف بحسب الوزن، أما سعر كيلو الدجاج المنظف يتراوح بين 47-52 ألف ل.س.
إحدى السيدات من منطقة يبرود تقول لـ”أثر” إنها تشتري الدجاج المنظف مهما بلغ سعره، ولا تفضل شراء الدجاج الحي لأنه يحتاج إلى (تفريز) عدا عن أن وزنه بعد الذبح والسلخ يكون أقل مما كان عليه فلا يوجد أي مربح من ذلك، مضيفة أن “منطقة يبرود لا يوجد فيها محلات لبيع الدجاج الحي ويتم بيع الفروج النيء والمنظف فقط”.
بينما شرح العم (أبو باسم) من منطقة زاكية في ريف دمشق لـ”أثر” أنه اعتاد على شراء الفروج الحي لأن سعره أقل من سعر الفروج المنظف، حيث يقوم بوزن الدجاجة قبل ذبحها ودفع ثمنها مباشرة وبعد ذبحها ونتفها وتنظيفها ينخفض وزنها، لكن طعمتها وقوامها طازج، مضيفاً أن “عدم الثبات في سعر الفروج يبعد العائلات عن شرائه فقد يتعرض للتلف عند البائع وتظهر منه رائحة كريهة”.
“طازج وأرخص” بهذه الجملة وصف العم (أبو وجدي) من منطقة صحنايا الفروج الحي، موضحاً لـ”أثر” أنه اشترى دجاجة غير مذبوحة بسعر 117 ألف ل.س وزنها 2 كيلو ونصف، دون أن يتقاضى البائع أجرة نتف الريش والذبح والتنظيف، على الرغم من انخفاض وزنها بعد الذبح إلا أنه لا يفضل شراءها منظفة ليتأكد من نظافتها، لأن الفروج النيء يتم تفريزه بوضع قطع كبيرة من الثلج غير معروف مصدرها.
مربو الدجاج:
بدوره، أكد أحد مربي الدجاج البلدي من منطقة الكسوة بريف دمشق لـ”أثر” أن انتشار وباء الطاعون بين الدجاج أثر بشكل سلبي على بيعه إذ انخفض عددهم للضعف، ما أدى إلى ارتفاع ثمنه وانخفاض نسبة المبيع، بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار العلف والمحروقات زاد الأمر سوءاً، لافتاً إلى أنه في حال استمر هذا الوضع سيبدأ بتخفيض ربحه أو بيعه بخسارة لعدم وجود حل آخر.
وتابع أن الدجاج البلدي يباع للاستثمار منه فقط أي للاستفادة من البيض، لأن لحمه قاسٍ ومن الصعب أن يصل إلى درجة الاستواء، موضحاً أن ثمن الدجاجة 165 ألف ل.س ويتراوح وزنها بين 2 – 2.5 كيلو.
وشاطره الرأي البائع (أبو علي) صاحب محل لبيع الدجاج الحي في منطقة صحنايا بريف دمشق حيث أوضح لـ”أثر” أنه يبيع كل يوم حوالي 40 طير من الدجاج الحي، ويقوم بوزنهم قبل تنظيفهم وبيعهم للزبائن، وأن مربحه يكون أكثر من بيع الفروج قطع مثل (الفخذ، الجانح، السودا) نظراً لاختلاف وزن الفروج بعد الذبح، بالإضافة إلى أن “آلة النتف تعمل على الكهرباء وأوقات تواجد الكهرباء نصف ساعة كل 5 ساعات، لذلك يتم الاعتماد الأكبر على المولدة الكهربائية وبالتالي بيع الكيلو حي بسعر 45 ألف ل.س يغطي تكاليف المحروقات المستخدمة”.
وأكمل حديثه بأنه في حال لم تتوفر المحروقات يستطيع نتف الدجاج من دون الآلة، نظراً لطبيعة عملها واحتوائها على مسامير بلاستيكية طويلة، فيقوم بذبح الفروج ووضعه فيها وتحريكه باليد مما يساعد على التخفيف من ريشه، وبالتالي يبقى القليل من الريش يتم نتفهم بالملقط المخصص للدجاج، مضيفاً أن “الدجاج الحي له زبائن معينة بينما الدجاج النيء مطلوب ومستهلك بشكل يومي لأن رب العائلة يستطيع شراء الكمية التي يريدها حتى وأن كانت وقية واحدة”.
مؤسسة الدواجن:
من جهته لفت مدير عام المؤسسة العامة للدواجن د. سامي أبو دان لـ”أثر” إلى أن أسعار الدجاج في شهر رمضان سيكون لها طريق خاص بتوقعه نظراً لارتباطها بالعرض والطلب وعادات وتقاليد السوريين، حيث ترتفع الأسعار في الأيام العشرة الأولى وبعدها تنخفض في العشرة الثانية وتعود لترتفع في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر، وبالتالي القدرة الشرائية هي التي تلعب دور كبير بتغير الأسعار.
وتابع أن الدجاج الحي لا يلقى رواجاً مثل المنظف والسبب يعود لعدم توفره إلا في القرى وبعض المدن الصغيرة، على الرغم من أن الدجاج المنظف سعره أكثر ارتفاعاً من الحي لكن استهلاكه اليومي أكبر بالإضافة إلى أنه لا يمكن إطلاق اسم فروج مفرز بل يسمى (منظف ومبرد) لأنه يتم ذبحه قبل يوم واحد فقط من بيعه في السوق.
ويرى أبو دان أن لارتفاع أسعار الدجاج أسباب أهمها تكاليف المسالخ من أجور يد عاملة ومصاريف محروقات، وبالتالي يكون للمسلخ نسبة ربح من بيع الدجاج لكن هذه النسب ترتفع بشكل غير مدروس ويجب تحديد نسبة خاصة لهم من خلال دراسة جدوى اقتصادية للتكاليف الموضوعة من قبلهم لأن الربح أمر مشروع لكل المهن.
خسارة مربو الدجاج:
وفي هذا السياق، أفاد رئيس غرفة زراعة دمشق محمد جنن لـ”أثر” بأنه يوجد فارق بالسعر بين الفروج الحي والفروج المنظف يعود لارتفاع تكاليف (تجهيز) الـدجاج، حيث يختلف الأمر من مسلخ لآخر والمربح يكون بين 20-30-% من سعر الـدجاج، وأن نقل الطيور من المداجن إلى المسالخ فيه تكلفة محروقات وبعدها يتم نتفه بالآلات الكهربائية ومن ثم يتم تبريده، فهذه التكاليف تقع على عاتق الزبائن.
وتابع حديثه لـ”أثر” بأن 70 % من الدجاج يباع نيء ومبرد لأن تسويقه يعتمد على العرض والطلب، والفروج الحي غير مطلوب بشكل بومي مثل النيء، لذلك يوجد حي لكن بكميات قليلة بالإضافة إلى أن انخفاض سعر الدجاج والبيض يعود لتراجع القدرة الشرائية من الزبائن، وهذا أثر سلباً على المربين، وخاصة بارتفاع تكاليف العلف والمحروقات، ولا يوجد حل أمام المربي إلا أن يبيع بخسارة.
الجدير بالذكر أن أسعار الفروج النيء في دمشق وريفها تتراوح بين 42 – 46 ألف للكيلو الواحد والبيضة البلدية بين 3000-3500 ل.س، أما البيضة العادية بـ 2500 ل.س.
ولاء سبع – دمشق وريفها