حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف الدول الأوروبية من آثار صواريخ “أوريشنيك” الروسية، التي استخدمتها موسكو في ضرب أهدافٍ بأوكرانيا قبل أيام، مشيراً إلى أنّه لا يمكن اعتراضها من قبل منظومات الدفاع الجوي.
ونشر مدفيديف على حسابه في تيليجرام: “تتساءل الآن أوروبا عن الأضرار التي قد تسببها هذه الصواريخ إذا كانت محمّلة برؤوس نووية، وعمّا إذا يمكن إسقاطها، وعن مدى سرعة وصولها إلى العواصم الأوروبية”، وتابع: “الجواب: الضرر سيكون ساحقاً حيث من المستحيل إسقاطها بالوسائل الحديثة لأنها تصل إلى أهدافها خلال دقائق”.
وأضاف: “لن تساعد الملاجئ في ذلك، والأمل الوحيد هو أن تحذّر روسيا الطيبة المدنيين مسبقاً عندما ستطلق هذه الصواريخ… الأفضل لكم التوقف عن دعم الحرب في أوكرانيا”، وفق ما نقلته وكالة “تاس الروسية”.
جاء ذلك بعدما أكد الرئيس الروسي فلاديمير، أنّ “صاروخ (أوريشنيك) الفرط صوتي، لا يعتبر تحديثاً للأنظمة الصاروخية القديمة لدى روسيا، بل تطوير جديد وحديث.
وقال بوتين خلال اجتماع مع قيادة وزارة الدفاع والمجمع الصناعي العسكري، إنّ “منظومة (أوريشنيك) ليست تحديثاً للأنظمة السوفييتية القديمة، بل هي نتاج عمل متخصصين من روسيا الجديدة.”
وأشار إلى أن “منظومة صواريخ (أوريشنيك)، ليست من أسلحة الدمار الشامل، بل هي من الأسلحة فائقة الدقة”، مؤكداً أن “روسيا ستستمر بتجاربها على هذه المنظومة التي لا يوجد منظومات مضادة لها في العالم في الوقت الراهن.”
واعتبر بوتين أنه “من المهم لروسيا امتلاكها لمنظومة صواريخ (أوريشنيك)، التي لا تملكها الدول الأخرى، مضيفا أنّ “روسيا ستواصل اختبار مجمع أوريشنيك، وأنها تمتلك مخزوناً من هذه المنظومة”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد كشف مساء الخميس الفائت، تنفيذ القوات الروسية اختباراً ناجحاً لأحدث منظومة صواريخ فرط صوتية متوسطة المدى رداً على الأعمال العدوانية التي ترتكبها دول الناتو ضد روسيا.
وأضاف أنه “تم تنفيذ الضربة على مصنع في “دنيبروبيتروفسك” الأوكرانية بواسطة صاروخ “أوريشنيك” الباليستي فرط الصوتي لكنه خالٍ من الرأس النووي”.
وتأتي التطورات المتصاعدة في الحرب الروسية- الأوكرانية بعدما سمح الرئيس الأمريكي جو بايدن للأوكرانيين باستخدام صواريخ “أتاكمز” الأمريكية ضد الجيش الروسي في مقاطعة كورسك.”
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنّ “القوات الأوكرانية قصفت الأراضي الروسية بصواريخ أمريكية باليستية بعيدة المدى، للمرة مرة منذ بدء الحرب الروسية- الأوكرانية”.
وقالت الوزارة في بيان لها، إنّ “الجيش الأوكراني شن هجوماً على منشأة بريانسك الروسية الحدودية، بستة صواريخ باليستية من نوع “ATACMS” التكتيكية العملياتية أمريكية الصنع، وفق ما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
ما هي قدرات “أوريشنيك”؟
يهاجم صاروخ “أوريشنيك” الأهداف بسرعة 2.5 إلى 3 كيلومتر في الثانية، إذ تقطع الصواريخ الأسرع من الصوت المسافة إلى أهدافها بسرعات تصل إلى خمسة أضعاف سرعة الصوت، ويمكنها المناورة في منتصف الرحلة، ما يجعل تعقبها واعتراضها أكثر صعوبة.
وقال إيجور كوروتشينكو، رئيس تحرير مجلة “الدفاع الوطني” الروسية ومقرها موسكو، لوكالة “تاس” الروسية، إنه استناداً إلى لقطات فيديو للضربة، فإن صاروخ أوريشنيك يحمل رؤوساً حربية متعددة موجّهة بشكل مستقل.
وذكر “كوروتشينكو”، أنّ “وصول الرؤوس الحربية إلى الهدف في وقت متزامن تقريباً” يُظهِر أن النظام فعال للغاية.
بدوره، كتب الخبير العسكري فيكتور بارانيتس، في صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية، أنّ “صاروخ أوريشنيك قد يحمل من ثلاثة إلى ستة رؤوس حربية.”
وقال خبراء عسكريون إنّ “هذه الرؤوس كانت تقليدية في هذه الحالة، لكنها قد تحمل أيضاً رؤوسًا حربية نووية”.
ويبلغ مدى الصاروخ الباليستي متوسط المدى ما بين 1000 و5500 كيلومتر، ولا يدخل ضمن فئة الصواريخ العابرة للقارات التي يزيد مداها على 5500 كيلومتر.
أثر برس