خاص|| أثر برس تناقلت وسائل الإعلام صوراً لوجود منظومات الدفاع الجوي الروسية في مطار القامشلي على إنها صور حديثة، وأن الروس اتجهوا لتعزيز وجودهم في المطار الواقع بالقرب من الحدود مع تركيا، ويأتي الأمر بعد أن تحدث الإعلام الأمريكي عن انسحاب روسيا من نقاط في سوريا بعد العملية العسكرية أوكرانيا.
وتقول المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، إن القوات الروسية نشرت سابقاً منظومات الدفاع الجوي وحرب الإلكترون منذ بداية انتشارها في الجزء العسكري من مطار القامشلي، وهذه خطوة طبيعية بالنسبة للقوات الروسية لحماية نفسها من أي احتمال للتعرض للخطر، ويصبح الأمر اكثر طبيعية في حال انتشار مقاتلات حربية روسية في نقطة مثل مطار القامشلي التي لا تبعد كثيراً عن القواعد الأمريكية في كل من “هيمو قسرك رميلان”.
ويشهد مطار القامشلي منذ تشرين الأول من العام 2019 وجوداً عسكرياً روسياً بمهمة مراقبة وقف إطلاق النار بين “قسد”، وتركيا بعد العملية العسكرية التركية التي سميت حينها بـ “نبع السلام”، والتي أفضت لسيطرة تركيا وفصائلها للمنطقة الممتدة بين رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي وصولاً إلى غرب مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، وعززت القوات الروسية من وجودها بنشر مروحيات قتالية، ومن ثم مقاتلات حربية من شأنها أن تنفذ دوريات مراقبة جوية، الأمر الذي يستدعي حتما وجود وسائط الدفاع الجوي.
ونقلت القوات الروسية يوم أمس تعزيزات إلى نقطة المراقبة في قرية “تل السمن”، بريف الرقة الشمالي، والتي تعد واحدة من أقرب النقاط الروسية إلى خط التماس المباشر بين “قسد”، والقوات التركية، كما عززت القوات الروسية من وجودها في “عين عيسى”، التي تعد واحدة من أكثر النقاط التي قد تتعرض للعدوان التركي في حال نفذت أنقرة التهديدات التي تطلقها، كما سجل يوم أمس دخول رتلاً روسيا إلى مطار الطبقة العسكري، مؤلف من مجموعة من المصفحات العسكرية.
تعتبر مصادر قريبة من “قسد”، أن الأخيرة تتعامل مع التهديدات التركية برأس باردة نتيجة لوجود القوات الروسية في نقاطها دون أي تبديل، ومع تسير القوات الروسية لدوريات جوية كان آخرها يوم أمس، من خلال تحليق المروحيات القتالية في سماء ريف الرقة الشمالي الغربي، وريف حلب الشرقي، يبدو واضحاً أن موسكو ستعمل على منع العملية التركية بأي وسيلة ممكنة، وهذا ما يجعل قادة “قسد”، يعملون على تجميع مجموعات الدعم في أماكن بعيدة عن خط التماس المباشر، من باب الاحتياط لأسوأ الاحتمالات لا أكثر.
يذكر أن الجانب الروسي يعمل على مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار الذي عُقد عام 2019 منذ أن نفذت أنقرة عملية “نبع السلام”، وعلى الرغم من أن طرفي الصراع يعمدان بشكل متكرر لخرق الاتفاق إلا أنه ما زال يحد من المحاولات التركية للتمدد في الشمال السوري، وكانت أنقرة قد رفعت من حدة التهديدات التي أطلقتها بشأن إقامة “منطقة آمنة”، بعمق 30 كم شمال سوريا، بعد جملة من التصريحات التي تحدث فيها “رجب طيب أردوغان”، عن رغبته بتأمين الحدود الجنوبية لبلاده من الوحدات الكردية، وإعادة اللاجئين، وكان قد عرض على أوروبا القبول بانضمام السويد وفيلندا إلى حلف شمال الأطلسي مقابل هذه المنطقة.
المنطقة الشرقية