نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين وأتراك أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيستضيف أيار المقبل نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في أول زيارة يقوم بها الأخير إلى الولايات المتحدة منذ أن استلم بايدن سدة الحكم.
ولفتت الوكالة إلى أن الزيارة تأتي في الوقت الذي لا تزال تشهد فيه العلاقات التركية- الأمريكية حالة من التوتر، جراء استمرار الدعم الأمريكي لـ”الوحدات الكردية” شمالي شرق سوريا، الذين تعتبرهم تركيا “منظمات إرهابية” تهدد أمنها القومي.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول أمني تركي تأكيده أن “رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم كالين سيجتمع مع أعضاء في مجلس النواب الأمريكي، لمناقشة زيارة أردوغان المزمعة وقضايا ثنائية أخرى”.
وفي 8 آذار الجاري انطلقت اجتماعات “الآلية الاستراتيجية” بين مسؤولين أمريكيين وأتراك في واشنطن، وأدان خلالها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ممارسات تنظيم “PYD” الذي يشكّل أحد مكونات “الوحدات الكردية” شرقي سوريا إلى جانب إدانته لممارسات تنظيم “داعش”، كما ناقش الجانبان التركي والأمريكي الملف السوري بأبعاده كافة، مؤكدين التزامهما بالعملية السياسية التي تعتمد القرار الأممي رقم 2254، وفق ما نقلته “الأناضول”.
وبعد أيام قليلة من هذه الاجتماعات جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطالبته للولايات المتحدة الأمريكية، إذ قال خلال مأدبة إفطار مع سفراء عدد من الدول في أنقرة، بتاريخ 12 آذار الجاري: “ننتظر من الدول الصديقة، وخاصة حلفائنا، أن تظهر تضامنها مع تركيا على الأقل من خلال قطع الدعم المقدم للتنظيم الإرهابي الانفصالي تحت ذريعة داعش” وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
كما تتزامن زيارة أردوغان، المرتقبة إلى واشنطن مع تزايد التصريحات التركية التي تؤكد على نية أنقرة لاستكمال عملياتها ضد “الوحدات الكردية” شمال شرقي سوريا.
وأقدمت واشنطن مؤخراً على خطوات عدة للقضاء على التوترات التي تشوب العلاقات الأمريكية- التركية، وفي هذا الصدد أكدت القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، في لقاء صحافي أجرته مع قناة “CNN تورك” أن بلادها لا تنوي الانسحاب من سوريا، مشيرة إلى أن بلادها تسعى إلى تعزيز التعاون مع تركيا، وذلك في الأول من شباط الفائت.
وفي منتصف شباط الفائت وافق الكونغرس الأمريكي، بشكل رسمي، على بيع مقاتلات من طراز إف – 16 لتركيا، بعد شهور طويلة من المفاوضات بين البلدين.
وفي 20 شباط زار عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطيين، السيناتورين كريس ميرفي وجين شاهين، أنقرة والتقيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية التركي حقّان فيدان، ووفق ما نقلته حينها صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر دبلوماسية أن الدبلوماسيين الأمريكيين ناقشوا خلال اللقاء 3 رسائل أساسية: “الأولى، أن على الولايات المتحدة أن تستخدم تأثيرها لوقف العنف الإسرائيلي المتصاعد في غزة، محذرين من أن أزمة غزة قد تمتد إلى المنطقة، والرسالة الثانية، تتعلق بتعاون الولايات المتحدة مع “وحدات حماية الشعب الكردية” في سوريا، أما الثالثة فركّزت على الدور الذي تلعبه تركيا في شحن الحبوب من أوكرانيا، والأهمية الحيوية التي توليها لأمن البحر الأسود”.
يشار إلى أن تركيا تعمل منذ اندلاع حرب أوكرانيا على تحقيق التوازن في علاقاتها مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، فيما تشدد باستمرار في محادثاتها مع الجانب الأمريكي على ضرورة وقف الدعم الأمريكي لـ”الوحدات الكردية” شمالي شرق سوريا التي تشكل القوام الرئيسي لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد”، إذ تشن القوات التركية باستمرار حملات جوية ضد هذه الوحدات، فيما تؤكد واشنطن أنها لا تستطيع في هذه المرحلة التخلي عن تحالفها مع “قسد” على اعتبار أنها شريك محلي أساسي شرقي البلاد.