خاص|| أثر برس بدأت القوات التركية مساء أمس، إجراءاتها المعتادة لبناء جمعية سكنية جديدة “مستوطنة” في ريف منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، دون ورود معلومات مؤكدة حول هوية الذين سيتم توطينهم ضمن وحداتها.
ووفق ما أفادت به مصادر “أثر برس” من ريف عفرين، فإن دوريات من القوات التركية والمسلحين الموالين لها، داهموا صباح أمس عدداً من الأراضي الزراعية في محيط قرية “كفر صفرة” بريف جنديرس، وتحديداً ضمن موقع يعرفه السكان المحليون باسم “قورتا بود”، حيث تم إخلاء تلك الأراضي من المزارعين، وإجبار أصحابها على توقيع عقود تنازل عن الملكية تحت تهديد السلاح.
كما سارعت القوات التركية بعيد إنهاء إجراءات الاستملاك غير الشرعي، إلى إرسال جرافات وآليات حفر ثقيلة، وتبدأ بتجريف الأراضي المستولى عليها واقتلاع كافة الأشجار المثمرة التي تحويها، قبل أن تباشر صباح اليوم بعملية حفر الأساسات لبناء المستوطنة الجديدة.
المصادر أكدت نقلاً عن مصادر مقربة من مسلحي فصائل أنقرة، أن المستوطنة الجديدة تُبنى بتمويل من جمعية غير تركية، دون ورود معلومات دقيقة حول هوية الجمعية، وسط ترجيحات بأنها واحدة من الجمعيات الإخوانية التي تمولها منظمة الشيخ “عبد الله النوري” الكويتية، كون أن التنفيذ يتم بإشراف جمعية “الأيادي البيضاء“، التي تستمد تمويلها عادة من منظمة “النوري”، وتمتلك حظوة دائمة لدى أنقرة لناحية تنفيذ معظم مشاريع بناء الجمعيات، وتأهيل البنى التحتية.
كما لم تتمكن المصادر من معرفة هوية المستوطنين الذين سيتم نقلهم إلى الجمعية الجديدة، مشيرة إلى أن الأمر سابق لأوانه، وخاصة أن الجمعية ما تزال في طور البناء، بينما ربطت المصادر الإسراع في اتخاذ الإجراءات التنفيذية لبناء “المستوطنة” الجديدة، بالتصريحات التركية الأخيرة التي أكد فيها وزير الداخلية التركية “سليمان صويلو”، نية أنقرة ترحيل مليون لاجئ سوري عن أراضيها.
ويندرج بناء “مستوطنة كفر صفرة” إلى جانب التصريحات التركية الأخيرة، ضمن مشاريع سياسة التغيير الديموغرافي التي تنتهجها أنقرة ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها في ريف حلب الشمالي، لناحية بناء “المستوطنات”، وتهجير السكان الأصليين، وتوطين سكان جدد يدينون لها بالولاء والطاعة.
زاهر طحان – حلب