خاص || أثر برس يعاني كثير من أهالي مناطق ريف دمشق من انقطاعات متكررة تشهدها خطوط الهاتف الأرضي جراء تمديد خطوط هاتفية هوائية بشكل غير نظامي، الأمر الذي يتسبب بتلك الانقطاعات والفصل الدائمين، إضافة إلى تشوه المنظر العام الناتج عن تدلي الخطوط وتشابكها.
حيث اشتكى الأهالي لـ “أثر” من سوءٍ يعتري الشبكة، سواء الخطوط الأرضية أو بوابات (ADSL)، في الوقت الذي تؤكد فيه الجهة ذات الشأن بأن الوضع على ما يرام، ولا مشكلات تذكر، إلا أن نداءات استغاثية من الأهالي تصدح جراء معاناتهم مع هذه الخدمة، منها: توصيل الخطوط بعد إصلاح الأعطال لأشخاص آخرين، فالرقم المخصص لأحد ما يتم توصيله لمنزل آخر، الأمر الذي تسبب بمشكلات اجتماعية، والأكثر من ذلك، فقد تفاجأ كثيرون بفواتير هاتفية مرتفعة تضاهي المتوقع.
إلغاء الاشتراك.. مفتعل:
وأضاف آخرون لـ “أثر” أن فرع الاتصالات يعمل على إلغاء الاشتراك بالهاتف وبالتالي إلغاء بوابة الإنترنت، ما يجعلهم معرّضين للتقديم على اشتراك جديد، ولدى مراجعة مركز الهاتف يعلمهم بأنه حالياً غير متوفر (رغم تصريحات الجهات المعنية بتوفر بوابات) ما يجعلهم يفقدون حقهم في الحصول على البوابة (الإنترنت)، ناهيك عن أنه تم إجبار الناس على تسديد الفواتير عن طريق خدمة الدفع الإلكتروني، وتزامن ذلك مع إيقاف التحصيل في المراكز، ما أوقع الناس في مشكلة كبيرة بعدم جهوزية أنظمة الدفع الإلكتروني من جهة ووجود عطل بتطبيق برنامج “الكاش” العائد لشركتي الخلوي “سيريتل و إم تي أن”، إذ لم يتمكن العديد من الناس من دفع الفواتير، وبالتالي التأخر في التسديد نتج عنه إلغاء الاشتراك، وهناك من أشار إلى أن العطل “مفتعل” بهدف اصطياد زبائن جدد ممن توقفت بواباتهم، فهؤلاء مجبرون على تفعيل باقات إنترنت من شركات الخليوي.
– السبينة:
أحد سكان منطقة السبينة في ريف دمشق، يروي لـ “أثر” أنه منذ 4 أشهر والمنطقة من دون هاتف وإنترنت، وعلى الرغم من كل الشكاوى المقدمة إلى مركز هاتف السبينة، لم يتم لمس أي تجاوب من أحد، مؤكداً أنه يوجد على الشارع العام وصلة مقطوعة بطول 3 أمتار لم يتم إصلاحها حتى الآن.-
– النبك:
كذلك أكد أهالي من منطقة المليطة التابعة لمركز اتصالات النبك من تعطّل الخطوط الهاتفية، حيث بين مدير فرع اتصالات ريف دمشق المهندس حسين عويتي لـ “أثر” أنه بعد الكشف من قبل المركز على الكبل المغذي لهذه المنطقة، تبين وجود غرف تفتيش مملوءة بالمياه، وتم التواصل مع المعنيين بوحدة المياه الذين بدورهم أصلحوا العطل، فيما تقوم ورشات المركز بإجراء صيانة لجميع وصلات المسار حتى يتم إصلاح العطل.
– التل:
كذلك أهالٍ من بلدة حلبون تحدثوا عن معاناتهم من مشكلة الانقطاع المتكرر للهاتف الأرضي مع الإنترنت في مقسم هاتف حلبون التابع لمركز اتصالات التل، متسائلين عن سبب تجاهل شكواهم وعدم إصلاح العطل.
بدوره أكد المهندس عويتي أن ذلك يعود لانقطاع التيار الكهربائي وبالتالي وجود عطل بمحرك الديزل، حيث يتم العمل على إصلاح المحرك واستقرار عمل المركز.
– جرمانا:
كذلك أبدى أهالي من مدينة جرمانا، استغرابهم من ارتفاع الفواتير، بأرقام غير متوقعة، ولدى سؤال مركز هاتف جرمانا تبين أن عطلاً في البرنامج بفرع اتصالات الريف أسهم بإدخال بعض المكالمات الدولية بشكل عشوائي على الخطوط، وهذا رتّب على الأهالي فواتير عالية، إلا أنه تم التأكيد بأن أي شخص يحدث معه ذلك ما عليه إلا مراجعة فرع الاتصالات لإجراء اللازم وإعادة مستحقاته.
– توسعة للشبكة:
مدير اتصالات فرع ريف دمشق المهندس حسين عويتي أكد لـ “أثر” أن الفرع يعمل على العديد من المشروعات الهادفة لتوسعة شبكة الاتصالات في المحافظة، حيث تم العام الماضي تركيب 34734 خط هاتفي و19283 بوابة إنترنت، لافتاً إلى أن عدد مشتركي الهاتف الثابت في فرع اتصالات الريف يبلغ نحو 525271 خط هاتف، في حين بلغ عدد بوابات الإنترنت لمزود تراسل نحو 211715 بوابة، مع تأمين خدمة الـ FTTX لنحو 103 مشتركين بشكل كامل مع خدمة FIXED LTE.
ونوّه بأن ذلك يأتي ذلك بغية تحسين الخدمات والنهوض بها وتأمينها للأهالي، كما أن هناك عدد من المشروعات قيد التنفيذ، منها تجهيز وحدة النفاذ في الحسينية وكفر العواميد، وتوسيع الشبكة الرئيسية والفرعية في جيرود، بالإضافة إلى تمديد كبل ضوئي في حوش عرب – عسال الورد – الجبة، علاوة على توسيع الشبكة الفرعية في التكية، وتمديد كبل ضوئي بديل بين دوما وحرستا، ناهيك عن تمديد كوابل ضوئية لخدمات FTTX، و إعادة تأهيل الشبكة الفرعية في مركز خان الشيح، وكفر بطنا وسقبا، وترميم مجموعات فرعية في عين ترما، مع إعادة تأهيل مسارات الكوابل الفرعية في المحافظة، وتركّز عمل فرع الاتصالات على تأهيل الشبكات لمراكز اتصالات داريا – حرستا – دوما – زملكا – المليحة.
أما بالنسبة لبوابات ADSL فتم تخصيص جميع المراكز، وحصة المحافظة منها تقريباً كانت بسعة 128 ألفاً، وهناك مشروع المنحة الصينية وتوزّع على عدد من مراكز الاتصالات في كلّ من مراكز اتصالات: ببيلا، زملكا، الهامة، حتيتة التركمان، سقبا، المليحة، وهناك استبدال مقسم قدسيا بمقسم حديث ضوئي FTTH سعة 15000 رقم تقريباً.
فيما تطرق إلى وجود مجموعة من المشاريع لتوسعة الشبكة عبر إنشاء شبكة رئيسية وفرعية جانب مقام السيدة زينب، وتأهيلها في كلّ من: حجيرة، والمقبلية (الكسوة)، وفي مراكز اتصالات: المليحة، دير العصافير، عدرا البلد، النشابية ومحيطها (العبادة)، وإعادة تأهيلها في داريا، والدناجي.
يكر أن وزير الاتصالات والتقانة المهندس إياد الخطيب وقّع مع سفير جمهورية الصين الشعبية، مذكرة استلام المرحلة الأولى من تجهيزات الاتصالات المقدمة من الصين لصالح الشركة السورية للاتصالات، مشيراً لبدء توريد التجهيزات وتركيبها في المحافظات الأكثر تضرراً من الحرب وهي ريف دمشق وحلب وريفها وفي ريف حماة وريف دير الزور، لافتاً لاستلام الدفعة الأولى من التجهيزات، وهي 100 ألف بوابة إنترنت مدمجة بالخطوط الهاتفية، وتوزيعها على 26 مركزاً هاتفياً، أما المرحلة الثانية ستخصص لتوسيع مقاطع الشبكة الخاصة بالإنترنت في سوريا، كاشفاً أنه تم البدء بتركيب بوابات من المنحة الصينية، وسيتم تركيب التجهيزات في باقي المحافظات خلال الربع الأول من العام الحالي.
فيما أعلنت الهيئة الناظمة للاتصالات أنه ولضمان الاستمرار في تقديم الخدمات للمواطنين، وفي ضوء ارتفاع الكلف التشغيلية والتأسيسية سيتم تعديل أجور خدمات الشركة السورية للاتصالات ومزودي خدمات الإنترنت من خلال زيادة أجور خدمات الاتصالات الأساسية (35%)، وزيادة أجور خدمات القيمة المضافة بنسبة (35%)، على أن يبدأ العمل بذلك اعتباراً من 1/3/2024.
لينا شلهوب – ريف دمشق