وصل اليوم الثلاثاء وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني، إلى العاصمة دمشق، قادماً من العاصمة اللبنانية بيروت.
وجدد المقداد، في بداية المؤتمر تقديم تعازيه للجانب الإيراني بوفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وقال: “أغتنم هذه الفرصة لنقدم تعازي السوريين واحترامنا للإرث الكبير الذي تركه فخامة الرئيس المرحوم إبراهيم رئيسي والأخ والصديق حسين أمير عبد اللهيان”.
وأشار الوزير المقداد، إلى أن زيارة باقري كني، إلى دمشق جاءت في أول جولة خارجية له منذ أن تسلم منصب وزير الخارجية الإيراني بالوكالة، وقال: “السيد وزير الخارجية موجود معنا الآن في أول زيارة يقوم بها إلى خارج الجمهورية الإيرانية، وأكدنا خلال حديثنا على أهمية استمرار هذه العلاقات وهي علاقات استراتيجية”، مضيفاً “نحن على استعداد لكي تسير المسيرة إن لم تكن بوتيرة أقوى وأسرع فعلى الأقل يجب أن نحافظ على هذه العلاقة التي تحققت بفضل دعم الشعبين السوري والإيراني لها”.
بدوره، قال باقر كني: “أتقدم شخصياً باسمي وباسم الحكومة والشعب بالشكر والتقدير لسوريا على تضامنها معنا بعد ارتقاء شهدائنا”.
وأضاف: “تحمل زيارتي هذه رسالة وهي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكما كانت دائماً، تقف وأكثر ثباتاً إلى جانب المقاومة للتصدي لاعتداءات واحتلال الكيان الإسرائيلي وتساند المقاومة في هذا المسير”، مضيفاً أن “إيران وسوريا دولتان صديقتان وحليفتان تربطهما علاقات تعاون وثيقة وتعتبران ركيزتين أساسيتين للاستقرار والأمن في المنقطة”.
وتابع الوزير الإيراني: “أنا اليوم في سوريا لأناقش مع إخواني في الجمهورية العربية السورية القضية الأهم للعالم الإسلامي وللعالم أجمع لوقف جرائم الكيان الإسرائيلي في غزة”، مضيفاً: “أتينا لنناقش موضوع الوقف الفوري لجرائم الكيان الإسرائيلي خصوصاً في رفح وكذلك نناقش موضوع إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة بشكل عاجل وغير مشروط”.
وتطرّق المؤتمر الصحافي، إلى تجدد الحديث عن ملف التقارب السوري- التركي والوساطة التي أعلنها مؤخراً رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، إذ قال المقداد في هذا الصدد: “الشرط الأساسي لأي حوار سوري- تركي هو إعلان تركيا استعدادها للانسحاب من أراضينا”، مشدداً “لن تطبع العلاقات بين البلدين إلا إذا قالت تركيا في وضح النهار بأنها ستنسحب من الأراضي السورية”.
وبيّن المقداد، أن تركيا سبق أن قدمت تعهدات عدة في هذا المسار ولم تف بها، قائلاً: “أنا أذكر أكثر من 5 تعهدات لم ينفذ منها شيء”، موضحاً “نحن نريد أن نرى شيئاً دقيقاً ويلزم الدولة التركية بالانسحاب من الأراضي العربية السورية، ولا يجوز أن يستمر هذا الاحتلال ودعم القوى الإرهابية والمسلحة في الشمال السوري من قبل الجانب التركي لأن ذلك يتناقض مع أي جهود لتطبيع العلاقات بين البلدين”.
وبتاريخ 31 أيار الفائت أكد السوداني، أن بلاده تعمل لتنفيذ خط وساطة بين تركيا وسوريا، موضحاً أنه على تواصل مع الرئيس بشار الأسد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال: “إن شاء الله، سنرى بعض الخطوات في هذا الصدد قريباً”، مضيفاً أنه على “اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن جهود المصالحة”.
الجدير بالذكر أن ملف التقارب السوري- التركي بدأ الحديث عنه وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين أمير عبد اللهيان، في بداية تموز 2022، إذ أكد حينها أن لدى بلاده نية لتقريب وجهات النظر بين سوريا وتركيا، وتم إجراء قمة ثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران في طهران، تبعها لقاءات سورية- تركية جرت بوساطة روسية- إيرانية، وذلك على مستوى وزراء الدفاع والخارجية.