أكد عضو الهيئة الرئاسية لـ”المجلس الكردي” وسكرتير “حزب يكيتي الكردستاني – سوريا” سليمان أوسو، أن الخلافات لا تزال بين الأحزاب الكردية، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تبذل الجهود الكافية لحل هذه الخلافات.
وقال أوسو خلال لقاء أجراه مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية: أن “أحزاب الحركة الكردية عقدت 3 اتفاقيات هولير 1، وهولير 2 عام 2013، ودهوك عام 2014 ، مع حزب الاتحاد الديمقراطي برعاية الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، لكن للأسف حزب الاتحاد لم يلتزم بهذه الاتفاقيات وتهرب منها، ثم جاءت المبادرة الأمريكية أوائل 2020 بضمانة قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، لتنفيذ مضمون الاتفاقية”.
وأكد أوسو، استمرار وجود عدد من القضايا الخلافية قائلاً: “عمل الطرف الآخر على إجهاض المفاوضات، وتدخل حزب العمال الكردستاني، وزجّ بالأجهزة الأمنية وتنظيم الشبيبة الثورية، وصعّدوا انتهاكاتهم بحق أعضاء المجلس، من الاعتقال والاعتداءات التي طالت أنصار ونشطاء المجلس والصحافيين، وحرق مقراته وخطف وتجنيد الأطفال القاصرين، لنسف تلك المباحثات، ثم أعلنوا انتهاء المفاوضات من جانبهم، وبرأيي واشنطن لم تمارس الضغوط المطلوبة على حزب الاتحاد لإنجاز هذا الاتفاق”.
وأضاف أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ديفيد براونشتاين، قدّم حينها وثيقة ضمانات لاستئناف المفاوضات بين قطبي الحركة الكردية “المجلس الكردي” و”أحزاب الوحدة الكردية”، كاشفاً عن أن براونشتاين ومظلوم عبدي وقّعا عليها، مشيراً إلى أن “حزب الاتحاد لم يبدِ أي استعداد للالتزام بتنفيذ بنود الوثيقة، وتكرر الأمر نفسه مع المبعوث الأمريكي ماثيو بيرل، واستمر في انتهاكاته بحق المجلس، وأدلوا بتصريحات تخوين قادة المجلس”.
وأشار أوسو إلى أن “المجلس الوطني الكردي، الذي تأسس نهاية 2011 بغية ربط عمله السياسي ومصيره بمصير الغالبية العظمى من السوريين، انضم إلى الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية”، حيث وصف أوسو المشهد السوري بساحة مفتوحة للتدخلات والصراعات الإقليمية والدولية، وتصفية حساباتها على حساب مصالح الشعب السوري، قائلاً: “طرأت تحولات كبيرة على الثورة السورية، وكان لتدخل بعض الدول التأثير الكبير على تغذية الانقسامات والصراعات السورية الداخلية، ومن ضمنها الحركة السياسية الكردية”.
واستبعد أوسو في الوقت الحالي أن يطرأ أي تغييرات على الساحة الكردية قائلاً: “لا يمكن التعويل على أي مبادرة محلية قادرة على تغيير واقع الحركة الكردية، أو حتى على الصعيد السوري، لأن الأمر مرتبط بشكل رئيس بالتفاهمات بين الدول ذات التأثير في الأزمة السورية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا”، وفي هذا السياق نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مقالاً أشارت خلاله إلى أن “الأكراد السوريون توهموا قليلاً بأنهم يمكنهم الاعتماد على الولايات المتحدة لحمايتهم على المدى الطويل، والشيء الوحيد المؤكد في هذه الزاوية من سوريا هو أن مستقبلها يعتمد بالكامل تقريباً على قوى خارجية”.
يُشار إلى أن الخبراء يؤكدون باستمرار على أن المشروع الكردي في سوريا كان فيه أخطاء فادحة أضرّت به وجعلت الفشل مصيره المحتوم، حيث قال الكاتب والمحلل السياسي علي الصراف في مقال له بصحيفة “العرب” اللندنية: “تميزت مسيرة الأكراد في سوريا، خلال الأزمة السورية منذ 2011 وإلى الآن، بالصعود ثم المراوحة في المكان وأخيرا الانحدار، القادة الأكراد في سوريا وخارجها يتحملون الوزر الأكبر فيما آلت إليه الأوضاع في كردستان سوريا في ما يتعلق بالقراءات السياسية الخاطئة وتأليب الآخرين، غير المبرر وغير الضروري ضد الطموحات الكردية إرضاء للنزعات والنزوات الأيديولوجية المقيتة، والتعويل الوهمي على “الأصدقاء المفترضين”، وهيمنة حالة التشرذم الداخلية، وعدم استيعاب تعقيدات اللعبة الدولية والإقليمية الجارية باطراد على الحلّبة السورية”.