شغل الرأي العام العربي والعالمي تصدي الدفاع الجوي السوري للغارات والقصف الصاروخي الإسرائيلي واسقاط طائرة حربية له، حيث تلتها سلسة من الغارات على مواقع عديدة للقوات السورية في ريف دمشق تصدت لها الدفاعات الجوية، لكن الملفت في توقيت هذه الغارات لأنظار المحللين والمراقبين كونها تمت في وقت تشير فيه التقارير التي تنشرها الصحف العبرية عن عدم استعداد الكيان الإسرائيلي لفتح حرب، حيث برز هذا الموضوع في التصريحات التي أدلى بها مسؤولين إسرائيليين على وسائل الإعلام العبرية التي أكدوا من خلالها أن “إسرائيل” غير معنية بالتصعيد، كما أمر بعد دقائق من هذه التصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” عدم الإدلاء بأي تصريح.
وعلقت صحيفة “هآرتس” العبرية عن هذا الموضوع بمقال نشرته، جاء فيه:
“أن الأوضاع حول سوريا قد تشهد تصعيداً لا نهاية له”، وإن التطورات الأخيرة تظهر أن الرئيس السوري بشار الأسد انتقل من التهديد إلى التنفيذ، واستهداف المقاتلة الإسرائيلية اليوم يمثل تعبيراً عن اليقين الذي تشعر به سلطات دمشق بعد بسط قواتها سيطرتها على نحو 80% من أراضي البلاد”.
أما صحيفة “رأي اليوم” فاعتبرت أن هذه العملية اليوم هي نقطة البداية لمرحلة جديدة ستشهدها المنطقة، فجاء فيها:
“هذا الرَّد السوري لن يَكون لمرّة واحدة، وإنّما سيكون عنواناً لمرحلة جديدة، لانتقال محور المقاومة من معادلة ردعٍ جديدة فاعِلةٍ مؤثرة إلى مرحلة الهجوم، واستهداف العمق الإسرائيلي، ورأينا بأعْينِنا إرهاصاته ونتائجه في حطام الطَّائرة في الجليل الأعلى، وصواريخ أُخرى، وأن تفتح السّلطات الإسرائيليّة ملاجئ حيفا وتل أبيب، وأن يهرع بنيامين نتنياهو إلى الهاتِف الأحمر مخاطباً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، طالباً، ومستجدياً، احتواء الموقف، ومؤكّداً أن إسرائيل لا تريد حرباً موسعة، فهذا يؤكّد هذا التَّغيير في المعادلات الذي نتحدث عنه، وبداية فجر جديد”.
وتحدثت صحيفة “البناء” اللبنانية مبررة هذه الضربة والحديث عن الهدف الإسرائيلي منها، فنشرت في صفحاتها:
” تشنّ “إسرائيل” غارات لتثبيت حضورها في أيّ صيغ للتسوية في سورية، فإنّ الهدف المشترك لكلّ التصعيد العسكري هو دفع الجيش السوري وحلفائه لتغيير الاستراتيجية القائمة على توسيع نطاق السيطرة تدريجياً وعلى مراحل لاسترداد الجغرافيا السورية، ودفع الجيش السوري عبر الاستفزازات القاسية لنقل وجهة معاركه التي تحقق الإنجازات في إدلب لتتوزّع في أكثر من اتجاه، ويتحقق ما يسمّى بـ”الستاتيكو”، حيث لا يملك أيّ فريق قدرة التقدّم وتغيير موازين القوة”.