انطلق أعمال مؤتمر بروكسل للمانحين اليوم الإثنين في العاصمة البلجيكية بروكسل، “لدعم متضرري الزلزال في سوريا وتركيا”، بمشاركة ممثلين عن حكومات ومنظمات دولية وإقليمية، ومنظمات المجتمع المدني، من دون أن تتم دعوة سوريا أو روسيا.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في افتتاح المؤتمر، أن المفوضية ستدعم تركيا بمليار يورو للتعافي من الزلزال، كما تخصص الحزمة التالية للدعم الإنساني وإعادة الإعمار الطارئ لسوريا بمبلغ 108 ملايين يورو، على حين تعهد المشاركون في المؤتمر بتقديم 7 مليارات دولار لمعالجة آثار كارثة الزلزال الذي ضرب البلدين.
وجاء ذلك بعد أن كان مقرراً عقده في 16 آذار الجاري، غير أن وجود خلافات سياسية بين الدول المانحة دفعت المفوضية الأوروبية إلى عقده اليوم، وفقاً لوسائل إعلام معارضة.
وانتقدت الخارجية السورية في بيان لها “عقد المؤتمر من دون التنسيق مع الحكومة السورية الممثلة للبلد الذي حلت به الكارثة أو دعوتها للمشاركة”، مؤكدةً أنّ “هذا النهج لمنظمي المؤتمر وتسييسهم للعمل الإنساني والتنموي قد تجلى أيضاً في مواصلتهم فرض تدابيرهم القسرية اللاشرعية واللاإنسانية واللاأخلاقية على الشعب السوري بما في ذلك الذين حلت بهم الكارثة”، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا”.
ولفتت الوزارة إلى أن “القوات الأمريكية الموجودة وجوداً غير شرعي على الأراضي السورية تواصل سرقة آلاف براميل النفط السوري وتهريبه إلى خارج سوريا من دون أن تكترث بحاجة المتضررين من الزلزال الماسة إلى موارد الطاقة لتشغيل مراكز الإيواء ومنظومات الإسعاف والمرافق الصحية والخدمية والنقل”.
وشددت الوزارة في بيانها على أن رسالة السوريين للقائمين على هذا المؤتمر والمشاركين فيه هي أن الحد الأدنى من الارتقاء بالأوضاع الإنسانية والمعيشية للمتضررين من كارثة الزلزال “تستلزم أولاً وقبل كل شيء توفر الإرادة السياسية الصادقة والرفع الفوري وغير المشروط لسياسات العقاب الجماعي المفروضة على الشعب السوري”.
وكان مؤتمر بروكسل السابق قد انعقد في أيار الماضي، بتعهد الدول المشاركة فيه بتقديم أكثر من 6 مليار دولار للمناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية وللدول التي تستضيف لاجئين سوريين.
وأشارت صحيفة “الأخبار” اللبنانية حينها إلى أن “مؤتمر بروكسل 6 سجّل ضعفاً في التمثيل السياسي، بخلاف السنوات السابقة، وغابت عن رئاسته الأمم المتحدة بسبب مقاطعة روسيا، بينما لم يحضره معظم وزراء خارجية الدول التي شكّلت قوامه الرئيس سابقاً”.
ولفتت “الأخبار” إلى أن الكويت التي عُقد فيها أوّل مؤتمر عام 2013، حضر عنها ممثّل عن وزير الخارجية من دون أن يعلن أيّ تبرّعات لسوريا، في حين جاءت مساعدات الدول العربية الأخرى شحيحة جداً، فلم يتجاوز ما قدّمته قطر 50 مليون دولار، بينما تبرّعت اليابان بـ90 مليون دولار، أمّا ألمانيا فقد كانت أبرز المانحين بمليار و400 مليون يورو، تليها الولايات المتحدة بـ800 مليون دولار، وهو أكبر رقم سُجّل منذ انطلاق المؤتمر في الكويت قبل سنوات.
أثر برس