نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر إيرانية أن طهران زوّدت موسكو بمئات الصواريخ البالستيةمن نوع “فاتح 11”.
ووفق ما نقلته الوكالة أن طهران “وفرت حوالي 400 صاروخ تشمل العديد من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من عائلة (فاتح-110) مثل الصاروخ ذو الفقار”، موضحة أن هذا الصاروخ المتنقل قادر على إصابة أهداف على مسافات تتراوح بين 300 و700 كيلومتر.
وقال مسؤول إيراني لـ”رويترز”: “سيكون هناك المزيد من الشحنات..ما من سبب يدعو لإخفاء الأمر، نستطيع تصدير الأسلحة إلى أي دولة نريد”.
وأكد الخبير في معهد ميدلبري للدراسات الدولية جيفري لويس أن “عائلة صواريخ فاتح-110 وصواريخ ذو الفقار هي أسلحة دقيقة”، وأضاف “تستخدم هذه الصواريخ لاستهداف أشياء ذات قيمة عالية وتحتاج لإصابة دقيقة”، مبيناً أن “400 رأس ذخيرة يمكن أن تسبب ضرراً جسيماً”.
من جانبه، ذكر الزميل في معهد أبحاث السياسة الخارجية روب لي أن “إمدادات إيران من صواريخ فاتح-100 وذو الفقار من شأنها أن تمنح روسيا تفوقاً كبيراً في المعركة”، مضيفاً أن “هذه الصواريخ يمكن استخدامها لضرب أهداف عسكرية في العمق، كما أن اعتراض الصواريخ الباليستية أكثر صعوبة على الدفاعات الجوية الأوكرانية”.
وتزامن الحديث عن هذه الصواريخ، مع تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الأسبوع الفائت، أشارت خلاله إلى نمو الصناعات العسكرية الإيرانية، موضحة أن هذا النمو “جعل من البلاد مصدراً واسعاً للأسلحة المتقدمة الرخيصة، ما يُثير حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأضاف التقرير الأمريكي أن “المعلومات تشير إلى أن روسيا اشترت من إيران آلاف الطائرات المسيرة في 2022، واستخدمتها في حربها ضد أوكرانيا”.
وفي وقت سابق، أفادت تقارير أمريكية بأن لدى واشنطن مخاوف من التعاون العسكري الإيراني- الروسي، ففي شباط 2023، نشر موقع “المونيتور” الأمريكي تقريراً أفاد بوجود مخاوف بين كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين بشأن احتمال التعاون بين روسيا وإيران ضد الوجود الأمريكي في سوريا.
وكذلك سبق أن أعرب الكِيان الإسرائيلي عن قلقه من التقارب الحاصل بين موسكو وطهران في سوريا، إذ أكد تقرير تحليلي نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية أن هذا التقارب “يهدد حالة التنسيق الأمني التي ترغب إسرائيل بتحقيقها مع روسيا في سوريا”.
يشار إلى أن التقارب الروسي- الإيراني تزايد بعد الحرب الأوكرانية، فبعد عام 2022 زاد التنسيق بين الجانبين على الصعد العسكرية والاقتصادية والسياسية، إذ بدأ الطرفان المناورات المشتركة والزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى، وصولاً إلى إعلان إيران تزويد روسيا بطائرات مسيّرة، وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في 25 تشرين الثاني الفائت: “زودنا روسيا بعدد محدود من المسيّرات قبل أشهر من الحرب في أوكرانيا”.