تم التوصل لاتفاق جديد في حي طي في القامشلي، وذلك بعد تصعيد عسكري دام لأكثر من 5 أيام بين “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” وقوات “الدفاع الوطني”.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن مصادرها أنه سيتم تطبيق بنود الاتفاق على مراحل، حيث تم دخول دفعة من الأهالي إلى الحي بعد أن غادروه نتيجة الاشتباكات، مشيرة إلى أن إزالة الأنقاض من الحي بدأت تمهيداً لعودة المؤسسات الحكومية.
وأضافت أنه من المفترض أن يتم اليوم الثلاثاء تطبيق بند دخول الشرطة السورية الحكومية إلى الحي وانسحاب “الأسايش” منه.
وأشارت إلى أن اجتماعاً سيعقد في مقر القوات الروسية في مطار القامشلي بين ممثلين عن الجيش السوري و”قسد” برعاية روسية، لافتة إلى أن الأجواء إيجابية أكثر مما مضى، وأن هناك أمور تسير نحو التطبيق.
وفي الوقت الذي يتم فيه الحديث عن التوصل عن اتفاق جديد بعد فشل عدة اتفاقات سابقة، أفاد “المرصد” المعارض بأن مجموعة من الصحفيين والإعلاميين أصدرت بياناً يرفضون التضييق على العمل الصحفي في المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” شمالي وشرق سوريا، وجاء في البيان: “منعت قوى الأمن الداخلي، التابعة للإدارة الذاتية، المعروفة محلياً بالأسايش غالبية المؤسسات الإعلامية المرخصة في مناطق شمال وشرق سوريا، من تغطية الاشتباكات الدائرة بينها وبين ميليشيات الدفاع الوطني في حي الطي جنوبي مدينة القامشلي، بطريقة منافية لحرية الصحافة والإعلام”.
وجاء الحديث عن هذا الاتفاق بعد ساعات قليلة من الإعلان عن التوصل لاتفاق يقضي بخروج “قسد” من حي طي بالكامل وعودة الأهالي إليه، إلا أن ما حدث هو أن “قسد” لم تخرج من الحي وفرض سيطرتها عليه بالكامل، وتعقيباً على ما جرى نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن الأكاديمي فريد سعدون الذي حضر مفاوضات التوصل إلى الاتفاق أن الوضع في القامشلي وفي حي طي جيد، لكنه قال: “بصراحة لم نعد نعرف إن كان هناك اتفاق أم لم يكن هناك اتفاق”، وأضاف “هناك اتفاق اللااتفاق”، موضحاً أنه “لم يتم التوقيع على بنود”، لافتاً إلى أنه “صباح أمس كان هناك اجتماعات وبالتالي لا يوجد اتفاق نهائي إلى الآن”.
ولفت سعدون إلى أن هناك “أمراً واقعاً على الأرض وهو ما لم ينفذ حتى الآن”، في إشارة إلى أن “قسد” لم تنسحب حتى الآن من المناطق التي توغلت فيها في الحي، كما لم تنتشر قوى الأمن الداخلي التابعة للحكومة السورية الشرعية فيها.
يشار إلى أن الاتفاق الأخير جاء بعد إعلان “قسد” عن سيطرتها على كامل حي طي في القامشلي، بالرغم من موقف وجهاء وشيوخ العشائر العربية في تلك المنطقة الرافض لوجودها والذي يشدد على ضرورة دخول الجيش السوري إلى منطقتهم، في هذا الصدد نقلت جريدة “الأخبار” اللبنانية عن مصدر عشائري قوله: “إن كلّ شيوخ ووجهاء العشائر المعروفين في الجزيرة لم يحضروا اجتماع قسد المزعوم، بِمَن فيهم شيوخ ووجهاء قبيلة طيّ المعنيّون بالأمر”، مضيفاً أن “مشيخة قبيلة طيّ رفضت بشكل قاطع وجود أيّ عنصر من الأسايش أو قسد، ولا تقبل إلّا بوجود الحكومة السورية وقواتها العسكرية داخل الحيّ”.