وصل أمس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، إلى روسيا دون أن ينتظر الموعد المحدد لعقد القمة الثلاثية بين “روسيا وتركيا وإيران” في مطلع أيلول المقبل، وذلك في ظل حصار القوات السوية للجنود الأتراك في نقطة المراقبة التركية التاسعة بمورك في ريف حماة الشمالي.
وفي ظل هذا الحصار أفادت صحيفة “سفوبوديانا بريسا” الروسية بأن أردوغان لم يعد مهتماً بمحافظة إدلب ولم يعد يجد أنها ضرورة بالنسبة لتركيا في سورية، حيث جاء فيها:
“المشكلة الأساسية، في عدم قدرة تركيا على السيطرة على مجموعات المعارضة المسلحة والإرهابيين، ويترتب على ذلك أن أنقرة لم تف بالتزاماتها، وبالتالي، هناك عجز عن تنفيذ اتفاق سوتشي، وطالما الأمر كذلك، فلا يبقى سوى الحل العسكري، إلى ذلك، فالتشكيلات المتحالفة مع الأتراك تؤذي أنقرة في الواقع، إنها تعرّض العسكريين الأتراك للهجوم، باستفزازها السوريين بالنار في مناطق محددة حيث توجد مراكز مراقبة تركية وما إلى ذلك، لهذا لم تعد إدلب مشروعاً جيوسياسياً شديد الضرورة، بالنسبة لتركيا”.
وأشارت صحيفة “العرب” إلى أن تركيا باتت اليوم مضطرة إلى خوض لعبة مزدوجة، فورد فيها:
“التطورات الأخيرة التي حصلت في ريف حماة وإدلب وتقدم القوات السورية وإستعادة سيطرتها على بعض المناطق والمدن ضمن منطقة خفض التصعيد، يجب أن يُفهم في سياق معطيين، الأول يتعلق بهدف روسيا النهائي في سوريا، وهو تمكين الدولة من استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، وهو معطى ثابت ويستند من الناحية العملية على سياسة القضم والهضم البطيئة لكن الفعّالة، أمّا الثاني، فهو يتعلق بالتفاهم التركي – الأميركي حول المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا، وهو التفاهم الذي أزعج موسكو على ما يبدو، ويتعارض مع أهدافها وأولوياتها من ناحية تمكين الدولة السورية من استعادة السيطرة على كامل أراضيها وخروج القوات الأجنبية من البلاد”.
وحاولت “الأخبار” اللبنانية شرح طبيعة العلاقات الروسية-التركية بعد كل ما جرى في منطقة شمالي غرب سورية، فنشرت:
“من الواضح أن العلاقة بين موسكو وأنقرة تعقدت كثيراً في الآونة الأخيرة، وخصوصاً على خلفية الملف السوري، ما دفع بالرئيس التركي إلى التوجه نحو العاصمة الروسية في زيارة مفاجئة، وفي ظلّ محاولة كلّ من الولايات المتحدة وروسيا كسب أنقرة مرحلياً إلى جانب كل منهما، بدت روسيا يوم أمس، غير مستعدة لمزيد من تعقيد العلاقة مع تركيا، بل ظهر أنها تنحو نحو تكريس التعاون والتنسيق معها عبر تقديم عروض سخية للجانب التركي، وخاصة في مجال الصناعات الدفاعية .. إلا أنه لا بد من انتظار التطورات لفهم طبيعة ما تم التوافق عليه في موسكو أمس، وما بقي عالقاً”.
واضح أن الممارسات التركية في سورية من خلال تقديم الدعم لمسلحي “جبهة النصرة” المصنفة على قائمة “الإرهاب” وخرقها العلني للاتفاقيات التي وقعتها مع روسيا أوصلها إلى هذا التخبط في سورية، كما أجبرها على التنازل التدريجي فيما يتعلق بملف إدلب دون الاكثراث بمصير مسلحي “النصرة” وفصائلها التي كانت تقدم لهم الدعم العسكري واللوجستي مقابل القتال لصالحها وتحقيق أهدافها، وهذا ما ظهر بزيارة أردوغان إلى موسكو، حيث لم يظهر أي اهتمام بمستقبل المسلحين أو مصير محافظة إدلب، وجل اهتمامه كان الحفاظ على مصير جنوده الأتراك في نقطة المراقبة المحاصرة في مورك.