خاص|| أثر برس توقع مدير الموارد الطبيعية والبشرية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتور محمد منهل الزعبي بحديثه مع “أثر” أن يكون صيف سوريا المقبل جاف، كاشفاً عن إجراءات اتخذتها الهيئة للتخفيف من آثاره.
وبدايةً بين الزعبي أن الهطولات المطرية حتى اليوم كانت جيدة ما انعكس إيجابياً على المخزون المائي الجوفي، آملاً أن تحمل الأيام القادمة معها هطولات مطرية جيدة خاصة في شهري آذار ونيسان بحيث ينعكس ذلك على المحاصيل الزراعية البعلية كالقمح والشعير.
وقال: إن الأمطار بشكل عام كانت عالية في المنطقة الساحلية، لكن كان يجب الاستفادة منها عبر توسيع وزيادة عدد السدات المائية والتي تكون أكثر كفاءة من السدود في تلك المناطق، سواء لناحية الري أم إطفاء الحرائق أو الشرب، وحتى سقاية القطعان، لافتاً إلى أنه خلال السنوات الماضية تم بناء عدد من السدات المائية من قبل المنظمات الدولية بالتعاون مع الجهات المعنية بالموضوع لكنها توقفت بسبب الكلف المادية.
وأضاف الزعبي: على الرغم من امتلاء السدود، إلا أنه بشكل عام يوجد في سوريا عدة أحواض مائية تعاني الجفاف في غالبيتها، كحوض بردى، الأعوج، اليرموك، العاصي، البادية، وحوض الفرات الذي بدا عليه الجفاف أكثر بعد تخفيض حصة سوريا من المياه الواردة من منبع النهر.
وأشار الزعبي إلى أن هذا العام حتى الآن أفضل من العام السابق مائياً، آملاً أن تكون الأمطار في الأيام القادمة موزعة بشكل متباعد بحيث تستفيد منها المحاصيل البعلية والأشجار أيضاً.
وحول الصيف القادم، توقع الزعبي أن يكون جافاً أيضاً مستدركاً بقوله: “حتى الآن من الملاحظ أن العام الحالي أفضل من العام السابق مائياً”، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل على عدة مشاريع من شأنها تخفيف الهدر في مياه السقاية للأراضي الأمر الذي سيخفف من تأثير الجفاف.
وأشار الزعبي إلى طرق ري جديدة عملت الهيئة على إدخالها، إذ تعمل الهيئة على التوسع حالياً بمشروع الري عبر التسوية بالليزر والذي يقوم على مبداً تسوية الأرض المزروعة بحيث تصبح الأرض على مستوى واحد، إذ تم إدخاله سابقاً إلى مناطق الغوطة، دير الزور، حماة، وسيتم إدخالها إلى حلب هذا العام، مبيناً أنها توفر 20% من كميات المياه المستخدمة للري.
وأضاف الزعبي أنه تم مؤخراً إدخال طريقة الري بالمصاطب في حلب والتوسع بها بالتعاون مع مركز إيكاردا “المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة”.
وكشف عن إنتاج أنواع مقاومة للجفاف ضمن الهيئة من بعض المحاصيل الزراعية الهامة كالشعير مثلاً، والتي تم اعتماها بشكل نظامي مؤخراً، ضمن إطار التكيف مع التغيرات المناخية التي تتعرض لها المنطقة عموماً.
وكان رئيس الجمعية الفلكية السورية د.محمد العصيري أكد في تصريح سابق لـ”أثر” أن درجات الحرارة لهذا الصيف ستكون أعلى من الصيف الماضي، الأمر الذي يوحي بأن هذا الصيف سوف يكون جافاً أكثر من الصيف الماضي، مؤكداً أن شهري تموز وآب المقبلين سيكونا أشد حرارة مما كانا عليه في الصيف الماضي لأن درجات الحرارة ترتفع بمقدار 1.2 عن معدلاتها وبالتالي كل صيف سيكون أشد حرارة عن سابقه حتى نهاية ظاهرة النينو في عام 2025.
يشار إلى أن تأثيرات ظاهرة النينو بدأت منذ العام الماضي وتعني ارتفاع درجة حرارة مياه البحار والمحيطات عند خط الاستواء.
حسن العبودي