نقل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني روايات عن جنود أتراك استذكروا خلالها ما وصفوه باليوم الأكثر دموية لهم في سوريا وفي تاريخ حروبهم الخارجية، وهو 27 شباط من عام 2020، عندما تم استهدافهم في جنوبي إدلب.
وفي إحدى الروايات التي قدّمها الجنود الأتراك الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، أن مجموعة من الجنود الأتراك مكونة من 80 جندي على الأقل سارعت إلى الاحتماء بمبنى محلّي وسط تحليق مكثّف للطيران الروسية.
وأشار الجنود إلى أنه في ذلك الوقت كانت كفّة المعركة ترجح للجيش السوري، الذي استعاد قبل يوم واحد من هذا الاستهداف السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية.
وقال أحد الجنود الأتراك الذين وصلوا إلى مكان الحادث: “كان القتلى ممدَّدين على الأرض والجثث في كل مكان ودُفن البعض تحت الأنقاض، المشهد الذي رأيته كان سيئاً للغاية … الجرحى كانوا على جانب الطريق”.
وأضاف أن “المركبات العسكرية التركية تدمّرت تقريباً، وكان هناك حرائق في كل مكان، وعندما وصل الدعم حاولوا مساعدة الجرحى، وامتلأت سيارتان بالجنود المصابين، وأخذوا مركبتين تركيتين أخريين في مكان الحادث وغادرا إلى أقرب نقطة طبّية”.
وأشار إلى أنه حاول الوصول إلى قياداتهم في الجيش التركي قائلاً: “حاولت الوصول إلى الجيش التركي لكنهم رفضوا في البداية تقاريرنا”، متابعاً أنه ” بعد ساعتين، عندما بدأ الجرحى الذين تم إجلاؤهم في الوصول إلى الحدود التركية أدركوا ما حدث، ومع ذلك مرّت ساعة أخرى قبل أن يصل أحد إلى الجرحى”.
التزمت الحكومة التركية الصمت لساعات بعد القصف، حتى بعد أن بدأ صحفيون سوريون وأتراك في الإبلاغ عنها، وبعد مرور قرابة 12 ساعة على سقوط القذائف، وقف رحمي دوغان، محافظ هاتاي القريبة من الحدود السورية، أمام كاميرات التلفزيون وأعلن “غارة جوية سورية في إدلب”، الأمر الذي أثار غضب الجنود الأتراك الذين أكدوا أن المسؤول عن الاستهداف هي روسيا فيما تم الإعلان عن مسؤولية الدولة السورية عنه بالتوافق بين روسيا وتركيا، متسائلين “من يحمينا من روسيا؟”.
وخلُص الجنود الأتراك إلى أن هذا اليوم كان الأكثر دموية لتركيا منذ التدخل في سوريا في عام 2016 وأكبر خسارة في الأرواح للجيش التركي على أرض أجنبية منذ العملية العسكرية لشمال قبرص عام 1974″.
يُشار إلى أن هذا الحادث أثار موجة غضب شعبية كبيرة في الداخل التركي، ودفع السلطات التركية إلى تعطيل مواقع التواصل الاجتماعي لمنع تداول صور القتلى، وانتقاد إقحام الجنود الأتراك في معارك خارج بلادهم.