خاص ||أثر برس فيما تغطي الثلوج قرى عدة في ريف طرطوس، وتسجل درجات الحرارة انخفاضاً ملحوظاً، يحبس المزارعون أنفاسهم خشية تشكّل الصقيع وإصابة مزروعاتهم خاصة المحمية، بالأضرار، في ظل نكبات زراعية متتالية هذا الشتاء، أولها الفيضانات في سهل عكّار وآخرها التنانين البحرية.
وقال عدد من مزارعي البيوت المحمية في ريف طرطوس لـ”أثر”: في ظل الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، وتراكم الثلوج في القرى الجبلية، من المحتمل أن تأتي موجة صقيع في أي ليلة تضرب الزراعات المحميّة وتكبّد المزارعين خسائر جديدة لا يقوون على تحملها.
وأشار المزارعون إلى تدني درجات الحرارة كثيراً ليلاً وخاصة مع ساعات الفجر الأولى، متسائلين: هل سيتم دعمهم بالكهرباء مباشرة عند هجوم الصقيع قبل أن تتضرر مزروعاتهم؟
بدوره، أكد رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش لـ”أثر” أن درجة الحرارة كانت ليل أمس وفجر اليوم في أكثر القرى برودة وتوجد فيها زراعات محمية، 5 درجات، مبيناً أن الصقيع لا يحدث إلا عند تراجع درجة الحرارة إلى صفر، ما يهدد الزراعات المحمية.
وأشار علوش إلى أن هناك دلائل كثيرة تشير إلى الليلة التي من المتوقع أن يتشكّل فيها الصقيع، الأمر الذي يجعلهم بالتعاون مع مديرية الزراعة، يطالبون الشركة العامة لكهرباء طرطوس بتزويد القرى التي توجد فيها الزراعات المحميّة، بالكهرباء لتأمين التدفئة اللازمة لحماية المحاصيل الزراعية فيها وتفادي الأضرار الناتجة عن الصقيع.
وأضاف علوش: عند توقع حدوث الصقيع يجب مراقبة درجة الحرارة أثناء الليل على مستوى النباتات حيث تتم مراقبة درجة حرارة الهواء بالقرب من سطح التربة، أما بالنسبة للأشجار المثمرة فتراقب درجة حرارة الهواء على ارتفاع يساوي أخفض غصن.
وشرح: تتم مراقبة الصقيع، بعدة طرق، منها طريقة الإناء، حيث يستخدم إناء من النحاس أو الألمنيوم ويوضع فيه ماء بسماكة بضعة مليمترات، ثم يوضع على سطح التربة في الهواء الطلق بين الأشجار وعندما يبدأ الماء بالتجمد يستدل على حدوث الصقيع، أو عن طريق استخدام مقاييس الحرارة من خلال وضعها بين الأشجار وعلى ارتفاع يعادل أخفض الأغصان لمراقبة درجة الحرارة وتغيراتها أثناء الليل، أو عبر الأجهزة المنذرة بالصقيع.
وفيما يتعلق بتدابير حماية البيوت المحمية من الصقيع، لفت علوش إلى ضرورة التأكد من جاهزية شبكة الرذاذ فوق البيوت المحمية، ووضع شريحة نايلون خاصة فوق الشبكة الداخلية للبيت المحمي تزيد من عملية الوقاية من الصقيع، مع عدم تكسير طبقة الجليد على النايلون المتشكلة بفعل الرذاذ لأنها تؤمن طبقة حماية مضاعفة فوق النايلون وباعتبار عملية تجمد الماء ناشر للحرارة، مشدداً على عدم تعطيش النباتات والاعتدال بالتسميد الآزوتي ورش النباتات بمادة سيليكات البوتاسيوم أو بالكبريت الذواب، وعدم فتح البيوت البلاستيكية خلال موجات الصقيع لفترة طويلة، وذلك لتخزين أكبر كمية حرارة وضرورة إحداث تهوية خلال النهار لتقليل احتمال الإصابة بالعفن الرمادي.
وفيما يتعلق بالبساتين، أكد علوش على ضرورة إزالة الأعشاب من البساتين المزروعة بالأشجار المثمرة، وتغطية سطح التربة تحت مسقط الأشجار بالقش أو النشارة، ولف جذوع الأشجار والغراس الحديثة السن بالخيش، وتنظيم ري الأشجار وعدم إعطاء ريّات زائدة عن الاحتياج وقطع الفروع والأغصان اليابسة من منطقة الجفاف لأفرع الأشجار، واستبدال زراعة الأصناف الحساسة للبرودة وخاصة في الأماكن المعرضة للصقيع، وتأخير تقليم الأشجار في المناطق التي تتعرض للصقيع إلى ما بعد احتمال حدوث الصقيع.
من جهته، أكد مدير عام الشركة العامة لكهرباء طرطوس المهندس عبد الحميد منصور لـ”أثر” أن برنامج الصقيع جاهز لديه، بانتظار أن يتم إعلامه بتشكّل الصقيع، من قبل مدير الزراعة أو رئيس اتحاد الفلاحين حصراً، ليتم تزويد القرى والمناطق التي يوجد فيها محاصيل زراعية مهددة بالتضرر نتيجة الصقيع.
صفاء علي – طرطوس