خاص || أثر برس يتجدد موضوع رفع التلوث عن نهر العاصي في حماة، وتعددت الدراسات والإجراءات بلا نتيجة واضحة خاصة مع تزايد الحديث عن انتشار مرض الكوليرا.
– العاصي ملوث وتحذيرات من مزروعاته:
أكد مدير الشؤون الصحية في مجلس مدينة حماة د.محمود العبيسي لـ”أثر برس”: أن نهر العاصي “ملوث”، وحذر من تناول كل المزروعات التي تسقى به.
وأوضح العبيسي أن هناك أسباب بشرية وصناعية لتلوث نهر العاصي، فإما بشرية فتظهر في أكياس القمامة المنزلية والنفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي، الأمر الذي جعله مرتعاً للحشرات، في حين تبدو الأسباب الصناعية جراء خروج منصرفات مياه المعامل والشركات الموزعة على ضفافه وهي مياه ملوثة وغير معالجة بمحطات، حيث هناك كثير من المعامل لا تلتزم بتنفيذ محطات معالجة بحجة غلاء الثمن، أو أنها ركبتها بلا تشغيل، على عدّ نفقات تشغيلها كبيرة جدا “حسب تعبير أصحابها” وأن مديرية البيئة هي المسؤولة عن مخالفات تلك المعامل.
ولفت إلى أن بلدية حماة تخالف أيضاً تلك المعامل والشركات لمخالفتها الشروط الصحية، لكن قيمة أعلى مخالفة هي 20 ألف ليرة وبالتالي ليست رادعة.
ومن جهته ذكر مدير البيئة في حماة المهندس سامر الماغوط أن جولات عديدة عاينت مصادر التلوث، وراسلت بها وزارة الإدارة المحلية والبيئة.
– الموارد المائية تعزل الاختناقات وتبلغ عن المخالفات فقط:
أفاد مدير الموارد المائية في حماة المهندس توفيق صالح لـ “أثر”: أن المديرية تقوم بتعزيل نهر العاصي بشكل دوري في مناطق الاختناقات ويتم مراسلة الجهات العامة أو الخاصة في حال وجود مخالفة تلوث، مع العلم أن مياه العاصي تروي 3500 هكتار على جوانبه بين سد الرستن ومحرة كما يغذي النهر شبكات ري تسقي 65 ألف هكتار من الأراضي الزراعية بمنطقة الغاب، وهناك عدة قرى تحتاج لمحطات معالجة تلوث.
– خطط لإنشاء محطات معالجة:
أكد المدير العام لشركة الصرف الصحي في حماة المهندس فادي العباس لـ”أثر”: أنه تم التنسيق مع محافظة حماة على فتح عدة فتحات على مسار قناة درء السيول في حماة لمعالجة الروائح والتلوث، كما يتم وضع دفتر شروط فنية لإعداد دراسة لتجمعات شرق وجنوب حماة (كضاحية الوفاء وضاحية الأمين و سريحين وغيرها)، وذلك ليصار إلى ربط مصباتها مع المصب المؤدي إلى محطة معالجة حماة لرفع التلوث.
وفي نفس السياق لفت العباس إلى وضع خطة لإنشاء “22” محطة معالجة للصرف الصحي موزعة على أهم مصادر التلوث في المحافظة والتنسيق مع وزارة الموارد المائية لتنفيذ هذه المحطات، مع العلم أن الشركة نظمت بعض الضبوط بحق بعض الجهات الحكومية التي ترمي منصرفاتها الملوث، كما وجهت نحو 30 إنذاراً بحق قطاعات خاصة قامت ببعض التلوث.
– العاصي يلتهم أكثر حالات الغرق:
وفي سياق آخر، كشف مصدر مُطلع في الطبابة الشرعية بحماة لـ”أثر برس” أن حالات الغرق في نهر العاصي هي الأكثر لهذا العام مقارنةً بالسنوات السابقة، حيث حصد العاصي هذا العام 16حالة وفاة.
والجدير بالذكر أن تلوث نهر العاصي يُعدّ من المواضيع القديمة المتجددة مما قبل الأزمة، ويروي مزروعات حذرت الشؤون الصحية من تناولها، ناهيك عن كونه رمزاً جمالياً وتراثياً مهماً لأهالي المحافظة حين جريان مياهه، كذلك يُشكل العاصي مصدر رزق للقطاع السياحي من مطاعم ومنتزهات تتضرر أيضاً حين انقطاع مياهه بين حينٍ وآخر لتحوله إلى مرتع للتلوث والروائح الكريهة والحشرات.
أيمن الفاعل – حماة