أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن بلاده تتحرك في علاقتها من الإدارة السورية الجديدة، ضمن ما تحكمه المصالح المصرية الوطنية وفي نطاق التأكيد على ترجمة الأقوال إلى أفعال.
وأشار في مقابلة متلفزة، بُثّت على قناة “صدى البلد” المصرية أمس السبت، إلى وجود عدد من القضايا التي تشغل الدول العربية تجاه الأوضاع في سوريا ، موضحاً أن هذه القضايا تم التعبير عنها للإدارة السورية الجديدة خلال مؤتمر الرياض بشأن سوريا الذي عُقد في 12 كانون الثاني الجاري.
وقال عبد العاطي: “إنه تم التأكيد على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا لا تقصي أحداً، وتعكس التعددية والتنوع في المجتمع السوري”.
وتابع “ينبغي ألا يتم تخطي أو تجاوز المعارضة السورية الوطنية التي لم تحمل السلاح، والتي لعبت دوراً مهماً في سوريا منذ عام 2011″، مؤكداً أن “من بين تلك الشواغل الهامة ألا تتحول سوريا إلى مركز أو نقطة لإيواء عناصر إرهابية، وهو ما أكد عليه اجتماع الرياض بشأن سوريا بحضور ومشاركة الإدارة السورية الجديدة”.
وأضاف وزير خارجية المصرية أن “مصر تتحرك ضمن ما تحكمه المصالح المصرية الوطنية وفي نطاق التأكيد على ترجمة الأقوال إلى أفعال، وأنه في ضوء أي تقدم يحدث على الأرض يتم على إثره اتخاذ القرار المناسب”.
ولفت إلى أن “مصر تدير سياستها الخارجية بشكل رشيد وسوريا دولة شقيقة، وما يحدث فيها يهمنا في المقام الأول، خاصة أن مصر يعيش فيها أكثر من مليون ونصف مليون سوري”.
ونوه إلى أن “مصر عليها مسؤولية وواجب تجاه الأشقاء في سوريا والوقوف بجانبها من منطلق الحرص على سيادة سوريا ومصلحتها، لكن الطرف السوري له مطلق الحرية في أن يأخذ بالنصيحة أو لا”.
وأعرب عبد العاطي عن أمنيته “أن تذهب سوريا إلى بر الأمان؛ لأنها إحدى الدول المحورية والأساسية في العالم العربي وإحدى الدول المحورية في المشرق”، محذراً من مسألة تقسيم سوريا، ووصفها بأنها “شديدة الخطورة، ولن نسمح بحدوثها؛ لأنها تؤشر إلى تقسيم دول عربية أخرى”.
وفي 12 كانون الثاني، أكد عبد العاطي خلال مؤتمر أن موقف بلاده يدعو إلى “ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية واحترام سيادتها ودعم مؤسساتها الوطنية للارتقاء بقدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري الشقيق”.
ودعا عبد العاطي، خلال مؤتمر الرياض إلى “تبني عملية سياسية شاملة بملكية سورية خالصة بكل مكونات المجتمع السوري وأطيافه، ودون إقصاء لأي قوى أو أطراف سياسية واجتماعية لضمان نجاح العملية الانتقالية، وتبني مقاربة جامعة لكافة القوى الوطنية السورية، تتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254” وفق بيان الخارجية المصرية.
وأدان الوزير المصري، حينها توغل “إسرائيل” داخل المنطقة العازلة مع سوريا واحتلالها لأراض سوريا، مشيراً إلى رفض مصر الكامل لانتهاك “إسرائيل” لاتفاق فض الاشتباك بينها وبين سوريا لعام 1974.
ودعا عبد العاطي إلى ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي السورية التي احتلتها واحترام اتفاقية فض الاشتباك، كما أعرب عن إدانة مصر للغارات الإسرائيلية الممنهجة التي استهدفت البنية التحتية للجيش السوري وقدراته العسكرية.
يُذكر أن مصر تواصلت مع الإدارة السورية الجديدة لأول مرة بشكل رسمي ومُعلن، من خلال اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية في 31 كانون الأول الماضي.