خاص || أثر برس شهدت قرية “ميدانكي” الواقعة إلى الجهة الشرقية من منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، يوم أمس، اشتباكات عنيفة بين مسلحي فصيل “فيلق الشام” من جهة وفصيل “فرقة المجد” من جهة ثانية، ما أوقع عشرات الإصابات بين صفوف الطرفين المدعومَين تركياً، إلى جانب وقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين.
وأفادت مصادر أهلية من عفرين لـ “أثر برس”، بأن الخلاف نشب إثر محاولة مسلحي “فرقة المجد” الاستيلاء على أحد المنازل في قرية “ميدانكي” بغية تسليمه لعائلة أحد المسلحين القادمين من ريف إدلب، الأمر الذي قوبل بالرفض من جانب أحد قيادي “فيلق الشام” المدعو “أبو مصعب السريع” الذي كان وضع يده على المنزل المطلوب في وقت سابق بعد تهجير أصحابه الأصليين.
وتطور الخلاف بين الجانبين إبان رفض “السريع” وشريكه “أبو الشيخ زربة” تسليم أي منزل آخر في القرية لمسلحي “المجد”، لتندلع في إثر ذلك اشتباكات عنيفة في مختلف أنحاء القرية، استخدم خلالها الجانبان مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى بين صفوفهما.
وتسببت الاشتباكات وما تخللها من إطلاق قنابل ورصاص متفجر بشكل عشوائي، في فقدان مدنيٍ لحياته إثر رصاصة طائشة تلقاها في الصدر، في حين أصيب 10 مدنيين آخرين بجروح متنوعة، بينهم 6 أشخاص تعرّضوا لإصابات خطرة للغاية، ما يرجّح إمكانية ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين، وفق ما أكدته المصادر لـ “أثر برس”.
وأوضحت المصادر بأن سبب رفض القيادي في “فيلق الشام”، “أبو مصعب السريع” تسليم المنزل، يعود إلى أنه يستخدم المنزل لأغراض شخصية وقضاء “الليالي الحمراء” التي يتخللها السكرُ وتعاطي المخدرات، كما أشارت المصادر إلى أن قياديي ومسلحي “فيلق الشام” بشكل عام، كانوا وضعوا يدهم في وقت سابق على معظم المنازل في قرية “ميدانكي” بعد تهجير أصحابها الأصليين منها تحت تهديد السلاح، لاستخدامها في الأغراض ذاتها.
وقالت المصادر لـ “أثر برس”، بأن الاشتباكات بين “فيلق الشام” و”فرقة المجد” استمرت إلى حلول ليل أمس السبت، قبل أن تهدأ وتيرتها بعد انسحاب مسلحي الأخيرة، ودون التوصل إلى حل لفض الخلاف بين الجانبين.
تجدر الإشارة إلى مناطق سيطرة الفصائل المدعومة تركياً في ريف حلب الشمالي بشكل عام، وفي منطقة عفرين خاصة، ما تزال ترزح تحت وطأة الانفلات الأمني وعدم الاستقرار في ظل الاقتتال المستمر فيما بين الفصائل الموالية لأنقرة والذي أوقع على مدار العامين الماضيين عشرات الضحايا والمصابين بين السكان الأصليين الذين رفضوا الخروج من منازلهم وقراهم رغم كل محاولات التهجير القسري التي تعرّضوا لها على يد مسلحي تلك الفصائل.
زاهر طحان – حلب