خاص || أثر برس
بحجة القضاء على تنظيم “داعش” قامت “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أمريكياً بتهجير سكان قرى وبلدات ريف دير الزور والرقة وجمعتهم بمخيمات خاصة في ريف الحسكة تعاني من أوضاع مأساوية، وذلك بذريعة حمايتهم من العمليات العسكرية التي شنتها “قسد”، في الوقت الذي كانت تجري فيه مفاوضات مع قياديي تنظيم “داعش” لنقل البعض منهم إلى الأراضي التي يختارونها أو لتتم تسوية أوضاعهم مع “التحالف الدولي”.
وبهذا تتولد استفسارات عدة حول أهداف “قسد” من جمع المدنيين في تلك المخيمات، خصوصاً وأنها تمنعهم من العودة إلى بيوتهم بالرغم من إعلانها عن القضاء على التنظيم بشكل كامل، فيما سمحت للبعض بالعودة إلى مناطقهم دون تطهيرها من مخلفات هذه الحرب.
كما أن “قسد” المدعومة أمريكياً عرقلت وصول الكثير من قوافل المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الحكومة السورية وبعض المنظمات الدولية الإغاثية إلى هذه المخيمات، الأمر الذي أدى إلى تفاقم سوء الحالة المعيشية وتدهور الأوضاع الإنسانية، عدا عن تردي الأوضاع الأمنية حيث تم ترحيل عوائل تنظيم “داعش” إلى نفس هذه المخيمات مما خلق حالات تصادم مع قاطنيه من المدنيين، الذين يتعرضون باستمرار للاعتداءات من عوائل التنظيم الذين يهددونهم بالقتل ويحرقون خيامهم ويتهموهم بالكفر وفقاً لما أكدته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مسبقاً.
واللافت في تردي هذا الوضع الأمني هو أن “قسد” التي أعلنت أنها تمكنت من القضاء على تنظيم “داعش” في أراضي شرق الفرات، لم تتمكن من ضبط ممارسات عوائل مسلحي التنظيم في هذه المخيمات، واكتفت بعزل عوائله في أماكن محددة قريبة من هذه المخيمات، لكن فيما بعد أكدت مصادر استخباراتية خاصة لقناة “روسيا اليوم” أن “عوائل مسلحي التنظيم وبعض مسلحيه وقياداته يتخذون من مخيم الهول مقراً للاجتماعات وتنسيق تحركاتهم كمندسين بين النازحين.. وغالبية هؤلاء من العراقيين”.
أما الإجراءات التي تتخذها “قسد” بحق المدنيين بعدما أجبرتهم على إخلاء بيوتهم، فأكدت العديد من المصادر أن الوحدات الكردية تجبر نزلاء المخيمات على العمل بحفر الأنفاق في المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، والذي يدفع المدنيين لهذه الأعمال هو تأمين مردود مادي لعائلاتهم كون أن “قسد” تمنعهم من الخروج من المخيمات إلا بهدف حفر الأنفاق، ويتم نقلهم بواسطة عربات مغلقة تماماً حتى لا يستطيعوا الهروب منها.
يأتي ذلك بالإضافة إلى سيطرة “قسد” على موارد النفط السوري حيث ينتشر في منطقتها الكثير من الآبار النفطية الغنية في الوقت الذي تعاني فيه سوريا من حصار اقتصادي خانق أدى إلى أزمة محروقات لازالت آثارها مستمرة حتى اليوم في الوقت الذي تستخرج فيه قسد هذا النفط وتهربه إلى خارج البلاد بطرق غير شرعية.
هذه الممارسات بمجملها تثير العديد من التساؤلات أبرزها ماهو هدف “قسد” من كل ماتم ذكره؟ وأي مشروع تقوم بالعمل على تحقيقه في المنطقة؟