في الوقت الذي لا يزال فيه مسلحي تنظيم “داعش” متحصنين داخل سجن غويران في الحسكة، تستمر التحقيقات الاستخباراتية في هذا الهجوم لمعرفة مَن المسؤول، فيما تهتم وسائل الإعلام الأمريكية بالإضاءة على خلفياته والتحذير من تبعاته.
وأفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بأن حملة التحقيقات الاستخباراتية في هجوم التنظيم لا تزال مستمرة، للتحقيق في الخرق الأمني والهجوم على السجن، وكشف المتعاونين مع التنظيم، فيما لا تزال عمليات البحث عن خلايا التنظيم مستمرة في الأحياء المحيطة بسجن غويران، حيث نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادرها أن أحد عناصر “التنظيم” الذين فروا من السجن فجّر نفسه، مؤكدة أن حصيلة القتلى بعد العثور على عشرات الجثث وتأكيد مقتل المزيد من الطرفين، بلغت الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ بدء عملية “سجن الصناعة” في 20 الشهر الحالي حتى هذه اللحظة، إلى 332 قتيل، 246 من تنظيم “داعش” و79 من “قسد” و7 مدنيين.
كما نقلت “الشرق الأوسط” عن المسؤول العسكري في “قسد” سيامند العلي، أنهم أجبروا مسلحين ينتمون لـ “داعش” وقادوا ونفذوا الهجوم في 20 من الشهر الحالي والمتحصنين داخل أقبية السجن، على خيار الاستسلام أو الموت، وقد هددوهم بتنفيذ هجوم عسكري شامل، وبالفعل استسلم العشرات، والآن يقومون بتقييم الوضع الميداني وإحصاء كل الأعداد، لتحديد ما إذا كان هناك مسلحون متحصنين داخل الأقبية.
وفي خلفيات هذا الهجوم على السجن الذي لا يزال “داعش” يسيطر على أجزاء منه، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن الأستاذ المشارك في الكلية الحربية الأمريكي كريج وايتسايد، قوله: “لا توجد لعبة نهائية أمريكية في سوريا أو العراق، والسجن هو مجرد مثال واحد على الفشل في العمل نحو حل طويل الأمد”.
وأضاف وايتسايد أن “قدرة التنظيم على حشد عشرات المقاتلين، واقتحام سجن كان إنجازاً وانقلاباً دعائياً بغض النظر عن كيفية ظهور الحصار”.
كما أشار تقرير نشرته أمس الأحد، قناة “الحرة” الأمريكية إلى أن عملية سجن غويران في الحسكة لفتت الأنظار إلى مستوى آخر متقدم من العمليات ذكّرنا بعمليات قادها التنظيم مثل “هدم الأسوار”، على شاكلة تخليص وتحرير معتقليه التي أسفرت في 2013 عن تحرير سجناء في أبو غريب، كان منهم أبو عبد الرحمن البيلاوي الذي قاد اقتحام الموصل فيما بعد، ثم السيطرة على هذه المدينة الكبيرة شمالي العراق.
ونقلت عن خبراء عسكريين تأكيدهم على أن هذا الهجوم يكشف عجز قسد، خاصة عندما نرى أن الأخيرة لم تسيطر لأكثر من أسبوع بشكل كامل على السجن، وهناك مئات فروا من السجن”، محذرين من تشكل جيل جديد من مسلحي “داعش”، حيث قالوا: “كل عشر سنوات نرى تجدد الأجيال، وما كانوا يسمون بأشبال الخلافة أصبحوا شباباً حالياً”.