تُحصي سوريا اليوم للمرة العاشرة خسائرها من الحرب ، وتستذكر أبرز محطاتها، ليتجدد الحديث مرة أخرى عن الخاسر والمسؤول عن دمار البلاد ومعاناة السوريين، ولتكون هذه الملفات محط اهتمام الصحف العربية والأجنبية على اختلاف توجهاتها.
حيث نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية:
في إطار فقدان السيادة على بعض الأراضي السورية، يغيب باقي التفاصيل التي جعلت من الأزمة السورية في نهاية المطاف مسألة إنسانية، تراوح بين اللاجئين والنازحين وصولاً إلى مخاطر المجاعة أو الفقر المدقع، فتحوَّل الموضوع السوري إلى مساحة أخرى ضمن الاهتمام الدولي.. هذا التحوُّل تبلور، أيضاً، في تغيُّر قواعد الاشتباك مع الكيان الصهيوني، الذي استثمر فرصة الحرب لمنح نفسه الحق في استهداف العمق السوري” وأضافت الصحيفة في مقال آخر لها: “عشرة أعوام مرّت من أعمار السوريين، أظلمَت مستقبل بعضهم، فيما صعّدت آخرين إلى حيث لم يَتوقّع أحد.. وفي ميزان الربح والخسارة، يبدو جميع السوريين خاسرين، بِمَن فيهم الرابحون الفعليون مِمَّن أجادوا تسلُّق معاناة الناس، وذلك في جميع المجالات، بما فيها الثقافية والفنية التي فرغت من معظم نخبها، ما أثّر على هوية البلاد، وأعلى أصوات الشعارات والمزايدات والتخوين على المطالبات بالسوِيّة اللائقة للمنتَج الإبداعي وقيمته وعلى أيّ حال، لا يختلف أحد على أن السوريين جميعهم يعيشون، اليوم، حيوات بديلة”.
ونقلت “لوبينيون” الفرنسية عن المؤلف “أنطوان ماريوتي” قوله:
“ديبلوماسيي وجواسيس الغرب نقلوا منذ البدء، معلومات الى عواصمهم، تظهر أن الحكومة السورية غير آيلة للسقوط، لكن باريس وواشنطن ولندن أعلنت رغم ذلك أن الحكومة سوف تسقط لا بل إن الديبلوماسيين الفرنسيين أعطوا الأمر بالترويج لمثل هذا الأمر، يعتبر عار.. والغرب مسؤول عن دفع السوريين للثورة من دون أن يمنحهم ما يكفي من الدعم” وأضافت “فرنسا خرجت ضعيفة من المسألة السورية، فالغرب نسي سوريا والجميع فهموا أنها تؤدي إلى طريق مسدود لا يفضي إلا لتلقي الضربات”.
وفي “التايمز” البريطانية جاء:
“في دراسة مسحية منفصلة للجنة الدولية للصليب الأحمر، وجدت أن نصف الشباب السوري قُتل أو جُرح لهم أصدقاء، وهناك 305 ألفاً من البيوت السورية تضررت أو دمرت بالكامل.. واقترحت الإمارات حلها الخاص للأزمة، من خلال العلاقات الجديدة مع إسرائيل، فمقابل إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية وتخفيف العقوبات، يجب على سوريا الاعتراف بإسرائيل وطرد إيران من أراضيها وهو موقف غير محتمل، ولكنه يعبر عن مواقف اثنين من أساقفة كانتبري، لورد كيري ولورد ويليامز اوف أوستيرموث بالإضافة للسفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد، الذي عمل ما بين 2010- 2014 والذي كان من أشد الناقدين للأسد في بداية الأزمة”.
يختلف السوريون حول الكثير من التفاصيل المتعلقة بالحرب، كاختلافهم على تسميتها وتوقيتها إلى جانب اختلاف آرائهم حولها، إلّا أنهم يتفقون على أنهم يشتركون بالخسارة وأن ما جرى خلال السنوات العشر الفائتة هو استنزاف كامل لهم ولطاقاتهم وممتلكاتهم وحتى أرواحهم.