نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر تركية أنه من المحتمل أن يتم اتخاذ خطوات جديدة بمسار التقارب السوري- التركي في إطار مسار أستانا، كاشفة عن أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، قد يناقشان هذا الملف في قمة ستجمعهما في تاريخ 3، 4 تموز المقبل.
وأكدت المصادر أن هذا الملف تمت مناقشته في القمة التي جمعت الرئيس الروسي ووزير الخارجية التركي حقّان فيدان يوم الثلاثاء 11 حزيران الجاري في موسكو.
وقالت المصادر التركية: “سيناقش الموضوع مرة أخرى خلال لقاء مرتقب بين الرئيس رجب طيب إردوغان وبوتين خلال قمة دولية تعقد في آستانا يومي 3 و4 تموز المقبل”.
ولفتت المصادر، إلى أن الوضع في سوريا نوقش خلال لقاء بوتين وفيدان في ظل الموقف التركي الرافض لإجراء الانتخابات المحلية في مناطق “الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا” ، مشيرة إلى أن هذه الانتخابات تشكل “خطراً على وحدة سوريا وعلى الأمن القومي التركي”.
وفي هذا الصدد، أعلن أردوغان أنه تمت مناقشة مسألة الانتخابات خلال لقاء فيدان وبوتين، وقال: “إن الانتخابات التي كان مقرراً إجراؤها في 11 حزيران الحالي، أُجلت إلى آب، لكنها لم تلغ، وتمارس لعبة تهدف إلى إضفاء الشرعية على منظمة إرهابية (حزب العمال الكردستاني وامتداده في سوريا، وحدات حماية الشعب الكردية)” مضيفاً أنه “من دون شك، لن تمنحهم دمشق الإذن بإجراء الانتخابات أو القيام بحرية بخطوات في هذا الاتجاه”.
وأكدت المصادر التركية أن لقاء فيدان وبوتين في موسكو ركّز بشكل خاص على آخر التطورات في إدلب ومحيطها، لافتة إلى أن “روسيا دفعت بتعزيزات جديدة إلى نقاطها العسكرية في جنوب إدلب، الأربعاء، غداة لقاء بوتين وفيدان، وتبع ذلك قيام القوات التركية بإنشاء خط أمنى يحيط بنقاطها العسكرية في شرق إدلب”.
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة “آيدنليك” التركية، عن مصادر سورية أن وفدين عسكريين من تركيا وسوريا، وبوساطة روسية، عقدا محادثات في قاعدة حميميم الجوية، ومن المتوقع عقد اجتماع آخر في بغداد.
وقالت الصحيفة: “عُقد اجتماع لمسؤولين عسكريين من القوات المسلحة التركية والجيش السوري، في قاعدة حميميم الجوية الروسية جنوب شرقي اللاذقية، في 11 حزيران الجاري”، وذكرت أن “الاجتماع ناقش آخر التطورات في محافظة إدلب وما حولها”.
ولفتت الصحيفة التركية إلى أن المفاوضات “جرت غداة لقاء بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في موسكو”.
ووفق مصادر مقربة من دمشق نقلت عنها “آيدنليك” فإن المفاوضات بين البلدين تم استئنافها بعدما كانت مجمدة لفترة.
ووفق ما نقلته الصحيفة التركية فإن “هذا الاجتماع كان الاجتماع الأمني الأول من نوعه الذي يعقد على الأراضي السورية”.
وأضافت أنه من المقرر أن يعقد قريباً في بغداد لقاء تركي- سوري لبحث تطبيع العلاقات، سبق أن أعلن عنه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في مقابلة مع قناة “خبر تورك” التركية قبل أسابيع، مشيراً إلى أنه أجرى اتصالات مع كل من الرئيسين بشار الأسد، والتركي رجب طيب إردوغان.
وقالت مصادر حكومية عراقية، إنه اتخذت الخطوات اللازمة لعقد اللقاء في بغداد خلال الأسابيع المقبلة.
وبدأ تفعيل مسار التقارب السوري- التركي في تموز 2021 إذ أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده عازمة على لعب دور الوساطة بين سوريا وتركيا وتحقيق التقارب بينهما، وتبع هذا التصريح لقاءات رباعية عدة بين روسيا وتركيا وإيران وسوريا، على مستوى وزراء الدفاع والخارجية ونوابهم، وكان أول اجتماع في 28 كانون الأول 2022 بين وزراء دفاع سوريا وروسيا وتركيا في موسكو، وفي 10 أيار 2023 عُقد اجتماع بين وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا،
وفي آذار الفائت قال وزير الخارجية التركي حقّان فيدان، في مؤتمر صحفي عُقد في ختام منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث الذي أُجري في أنقرة: “إن الظروف غير مناسبة للتطبيع مع دمشق”، موضحاً أنه بحث مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، خلال لقائهما على هامش المنتدى، الملف السوري بالتفصيل.
وفي 31 أيار الفائت قال السوداني في لقاء مع قناة “خبر تورك” التركية بُثّ يوم الجمعة 31 أيار الفائت: “إن شاء الله، سنرى بعض الخطوات في هذا الصدد قريباً”، مضيفاً أنه على “اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن جهود المصالحة”.