أثر برس

في شهره التوعوي.. مدير مستشفى الزهراوي لـ “أثر”: إصابتان فقط سنوياً بسرطان عنق الرحم

by Athr Press B

خاص|| أثر برس يحتل سرطان عنق الرحم المرتبة الرابعة عالمياً بين أكثر السرطانات شيوعاً لدى النساء، وفي سوريا ما يزال معدل الإصابة به قليل، وفق مدير مستشفى الزهراوي بدمشق “اختصاصي الأمراض النسائية وجراحتها” الدكتور علي محسن.

وأوضح د.محسن في تصريح لـ “أثر”، أنه سنوياً لا يتجاوز عدد الحالات المكتشفة بالإصابة بسرطان عنق الرحم من مراجعات المستشفى من حالة إلى حالتين، لافتاً إلى أن السبب الرئيسي لهذا النوع من السرطانات هو تعدد الشركاء بالعلاقة الجنسية وهو من الأمور المرفوضة بالمجتمع السوري.

وبيّن الدكتور محسن أن الإصابة بفيروس الحليمي البشري الذي ينتقل عبر الاتصال الجنسي هو سبب سرطان عنق الرحم ويمكن الكشف عنه مبكراً عبر إجراء لطاخة لعنق الرحم بشكل دوري لكل امرأة متزوجة بعد عام إلى خمسة أعوام من الزواج، وهو إجراء استقصائي آمن وبسيط، ويجري بالعيادة ويعاد بشكل دوري كل عامين أو ثلاثة أعوام في حال كانت النتيجة سلبية.

ولفت إلى أن الكشف المبكر عن الإصابة بهذا الفيروس تسهم بالعلاج والشفاء لأكثر من 90% بمرحلة ما قبل السرطان وحتى في حال الإصابة بالسرطان يمكن العلاج والشفاء بنسبة أقل لكن الكشف المتأخر يؤدي إلى نتائج صعبة العلاج، مؤكداً أن الوقاية تكون عبر الكشف الدوري بإجراء لطاخة عنق الرحم.

وحول توفر لقاح ضد فيروس الحليمي البشري المسبب لهذا السرطان، أوضح الدكتور محسن لـ “أثر” أن اللقاح متوفر بعدد من الدول ويعطى للإناث بسن النشاط التناسلي من 9 إلى 14 عاماً، وللنساء بسن 30 عاماً، وذلك في حال كانت نتيجة اللطاخة سلبية، مشدداً على أنه آمن ويوفر حماية كافية من الإصابة ويعطى على ثلاث جرعات.

وأشار د.محسن إلى أن اللقاح غير متوفر في سوريا لعدم جدوى إدراجه ضمن برنامج اللقاح وذلك لقلة عدد الإصابات بهذا السرطان من جهة ولتكلفته العالية من جهة أخرى، إذ يصل ثمن الجرعة الواحدة نحو مئة دولاراً.

وأكّد دكتور محسن لـ “أثر” توفر كافة إجراءات الكشف عن سرطان عنق الرحم مجاناً بمختلف المستشفيات والمراكز الصحية في سوريا عبر إجراء لطاخه عنق الرحم وهي كافية للكشف عن الإصابة في مرحلتها الأولى ما قبل السرطانية.

وذكر د.محسن أن فيروس الحليمي البشري يوجد له عدّة أنماط؛ لكن المسؤول عن الإصابات السرطانية النمطين 16 و18 ولا يوجد أي دور للوراثة بالإصابة بهذا النوع بالسرطان لكونه ينتقل عبر الاتصال الجنسي فقط.

وحول الأعراض، بيّن الدكتور محسن لـ “أثر” أن الأعراض الرئيسة هي النزف خاصةً النزف التالي للجماع، وقد يكون هناك مفرزات نسائية كريهة الرائحة وممكن أن يكون هنالك حس ثقل أو الشعور بكتلة تخرج من المهبل.

وأوضح أن تحول الفيروس إلى سرطان، تمر بفترة كمون تتراوح من 15 إلى 20 عاماً لدى السيدات قويات المناعة بينما يتطور إلى سرطان خلال 5 إلى 10 أعوام لدى اللواتي مناعتهن أقل وهنا يأتي دور الكشف المبكر.

وكان مدير مستشفى الزهراوي بدمشق اختصاصي الأمراض النسائية وجراحتها الدكتور علي محسن أكّد لـ “أثر” أنه ليس بالضرورة أن تكون كل إصابة بفيروس الحليمي البشري هي سرطانية لذلك من الضروري التوعية بأهمية الالتزام بإجراء فحص لطاخة عنق الرحم بشكل دوري.

ويخصص كانون الثاني كشهر للتوعية بسرطان عنق الرحم الذي تطمح الصحة العالمية ليكون أول سرطان يُقضى عليه على الإطلاق عبر التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري المسبب الرئيسي للسرطان والكشف المبكر مع المتابعة والعلاج المناسبين، وما تزال الإصابة به تودي بحياة نحو 340 ألف امرأة سنوياً 90% منهنَّ في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل.

وتتضمن استراتيجية منظمة الصحة العالمية للقضاء على سرطان عنق الرحم الوصول إلى معدل حدوث أقل من أربع حالات لكل 100 ألف امرأةً في عام 2030 كخطوة نحو القضاء عليه نهائياً في العقد المقبل.

اقرأ أيضاً