خاص || أثر سبورت
وصل إلى الدور النهائي أندية الأهلي والكرامة والجلاء والوحدة وقد حصلت بعض النتائج غير المتوقعة، مثل تفوق الكرامة صاحب المركز الرابع على الوحدة صاحب المركز الأول في سلسلة الدور نصف النهائي، وبالتالي خروج الوحدة من المنافسة على اللقب.
وفي الدور نصف النهائي الثاني استطاع الجلاء الفوز على الأهلي بإحدى المباريات وكان خصماً قوياً في جميع المباريات الأربع رغم أنه خلال الدوري العادي كان بعيداً عن مستوى الأهلي.
كان السماح للفرق بوجود لاعبَين اثَنين أجنبيٕين محترفَين في النهائيات دوراً بخلط الأوراق والتأثير على النتائج ومستوى الفرق ولو جزئياً.
ورغم استفادة جميع الفرق من هؤلاء اللاعبين بتطوير مستوى الفريق إلا أن تلك الاستفادة كانت مختلفة من فريق إلى آخر فالأجانب الثمانية الذين تعاقدت معهم الفرق كانوا جيدين ولكن توليفهم وتأقلمهم ونسبة الاستفادة منهم اختلفت بين فريق وآخر حسب مستوى اللاعبين المحليين وتوزعهم على المراكز، ففي حين كان الأهلي والكرامة يملكون عدداً كاف من اللاعبين المحليين وموزعين بشكل متوازن بين المراكز، كان الوحدة يفتقد هذا التوزيع فهناك كثافة بلاعبي الارتكاز مع عدم القدرة على الاستفادة منهم لحاجته الدائمة لنسبة طول وقوة لم تتوفر إلا في التونسي حديدان وهاني دريبي، فلم يستطع الاستفادة من عامر الساطي ومنار الحمد والأطوباشي وبالعكس كان هناك نقص لديه في مركز الأجنحة مع نسبة طول منخفضة باستثناء الأمريكي كريس.
أما الجلاء فرغم تفوق وارتفاع مستوى لاعبيه التونسيين إلا أن مقارعته للأهلي كانت تقف عند حد معين لعدم امتلاكه بدلاء بمستوى قريب وخاصة في الارتكاز.
الأهلي استحق البطولة بجدارة قياساً على الأداء المتوازن الذي قدمه وارتفاع خطه البياني مباراة عن أخرى خاصة بعد عودة عبد الوهاب لمستواه واستفادته الكبيرة منه والتي كانت نقطة قوة الأهلي الأساسية والتي ميزته عن باقي الفرق، رغم ارتفاع مستوى لاعبيه وتألق لاعبه الجزائري حراث إضافة لنجومه المحليين أنطوني ونديم وإسحق وخبرة مدربه الجديد فؤاد أبو شقرا بالتعامل مع كثافة النجوم وتنظيم أدوارهم، فرغم افتقاد الفريق للاعبه الأجنبي أنطوني سكوت مبكراً بسبب الإصابة في ثاني مباريات الدور نصف النهائي إلا أنه لم يتأثر بذلك كثيراً واستطاع التفوق والفوز بجميع مبارياته المتبقية حيث فاز بخمس مباريات متتالية ليحصد اللقب العشرين لسلته.
ونظراً لحساسية المباريات، لجأ الاتحاد السوري لكرة السلة إلى الاستعانة بحكام أجانب استطاعوا قيادة جميع المباريات الاثنتي عشرة دون أي مشكلة مؤثرة رغم مستواهم الفني الذي لا يزيد عن حكامنا المحليين، وساعدهم في ذلك اقتناع الأندية بحيادتيهم وعدم تشكيل أي ضغط عليهم واستطاع الحكام بالتالي الاستفادة من تلك الحالة بضبط المباريات والفرق واللاعبين ومقاعد الاحتياط دون أي تهاون مستعملين صلاحياتهم القانونية ومستفيدين من “الفار” عند الشك بأي قرار تم اتخاذه.
الحالة الإيجابية التي لفتت الأنظار هي أعداد الجماهير غير المسبوقة منذ فترة طويلة والتي حضرت جميع تلك المباريات باستثناء مباراتين تمت إقامتهما بدون جمهور كعقوبة اتحادية لناديي الوحدة والكرامة، فقد فيها كل فريق طموحه بالتأهل فودع الوحدة الدوري في مباراته الخامسة مع الكرامة بدمشق لافتقاده جماهيره كما خسر الكرامة مباراته الثالثة مع الأهلي في حمص ليفقد اللقب الذي حققه العام الماضي.
أما فنياً، فرغم ارتفاع مستوى الفرق في النهائيات لوجود الأجانب والجماهير والحكام الأجانب أيضاً، إلا أن ذلك شكل ضغطاً كبيراً على المدربين لتواجد الأجانب والمحليين الذين يلعبون خارج سوريا فجأة في النهائيات
وتعتبر تلك نقطة سلبية فنياً فتواجد في الأهلي والوحدة أربعة لاعبين جدد دفعة واحدة بعد خوض كل فريق 22 مباراة بالدوري العادي دون هؤلاء النجوم.
ظاهرة سلبية أخرى تمثلت بتبديل مدربي الفرق قبيل أو خلال النهائيات مثل الأهلي والكرامة والجيش رغم عدم تأهله.
بشكل عام كان الدور النهائي لهذا الموسم مختلفاً لوجود الأجانب لأول مرة منذ 10 سنوات فزاد عدد الجماهير واستفادت الأندية مادياً من ذلك، ويسجل لاتحاد اللعبة هذا التطوير الحاصل بزيادة جماهيرية اللعبة
والاهتمام بها وتوفير جرعة فنية عالية المستوى للاعبي المنتخب قبيل النافذة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2023 التي ستقام في 1 و4 تموز المقبل في دمشق وسيلعب منتخبنا فيها مع البحرين وإيران.
المدرب هلال دجاني || متابعة باسم بدران