نفت “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” صحّة التقرير الذي نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية والذي أكدت فيه أن “قسد” أفرجت عن مسلحين من “داعش” كانوا سجناء في سجون “قسد” مقابل آلاف الدولارات.
فيما نفى المتحدّث باسم “قسد” المدعو فرهاد شامي، في تصريح أدلى به لـ”الغارديان” أن تكون الوثيقة التي حصلت عليها، والتي قالت إن المفرج عنهم وقعوا عليها، وثيقة رسمية، مشيراً إلى أن هذه الحادثة لا وجود لها.
وأضاف: “سبق لقسد أن أطلقت سراح بعض السجناء الذين كانوا على صلة بتنظيم داعش من خلال المصالحة العشائرية، لكن أيديهم لم تتلطخ بدماء المدنيين الأبرياء ولم يرتكبوا أي جرائم، كانوا إما موظفين في مكاتب يديرها التنظيم وإما أُجبروا على الانضمام إليه”، موضحاً أن “قوات الأمن” التابعة لـ “قسد” تراقب الذين تم إطلاق سراحهم للتأكد من عدم محاولتهم العودة إلى تنظيم “داعش”.
فيما أكدت الصحيفة البريطانية أن “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن والداعم لـ”قسد” رفض التعليق على تحقيقها، مبرراً ذلك بأنه “لا يسيطر على مرافق الاحتجاز أو مخيمات النازحين أو يديرها”، مشيرة إلى أن عمليات الإفراج تشكّل خطراً أمنياً كبيراً داخل سوريا وخارجها، وتزيد من احتمالية عدم مواجهة الرجال الذين ارتكبوا جرائم جسيمة للعدالة الحقيقية.
ويأتي تصريح “قسد” بعد يومين من تقرير نشرته “الغارديان” واستندت فيه إلى وثائق رسمية ومقابلات أجرتها مع مسلحين اثنين من “داعش” أُفرج عنهما مؤخراً من سجون “قسد”، أن نسخة استمارة الإفراج، تؤكد أن الرجال السوريين من “الدواعش” والمسجونين من دون محاكمة يمكنهم دفع غرامة قدرها 8 آلاف دولار أمريكي إلى “قسم المالية” التابع لـ”قسد”، ليتم إطلاق سراحهم.
وأكد الرجلان لـ”الغارديان” أنهما لا يعرفان عدد الرجال الذين تمكّنوا من شراء حريتهم بهذه الطريقة، لكن الرجلين المفرج عنهما قدّرا أن 10 أشخاص على الأقل يعرفونهم منذ فترة وجودهم في سجن الحسكة قد غادروا بنفس الطريقة منذ تنفيذ مخطط المصالحة في عام 2019.
كما أشارت الصحيفة إلى أن المسلحين وكلاهما قاتلا مع “داعش” التقيا بزوجتيهما وأطفالهما الذين أُطلق سراحهم أيضاً من “مخيّم الهول” شرق الحسكة الذي تديره “قسد” ومن ثم سافرت العائلتان إلى مناطق سيطرة تنظيم “جبهة النصرة” في محافظة إدلب وعبرتا الحدود إلى تركيا.
وأشارت إلى أن كلا الرجلين يعيشان الآن تحت أنظار السلطات في البلد الذي اتخذوا فيه مقرا لهما، ونقلت عن أحدهم: أنه “لم يقتنع أبداً بأيديولوجية التنظيم”، بينما قال آخر: “إنه انجذب في البداية إلى المكون الديني، لكنه لم يدرك أن الجماعة (التنظيم) ستنمو لتصبح عنيفة جداً”.
يشار إلى أنه في آذار 2020 أفرجت “الإدارة الذاتية” التابعة لـ”قسد” عن أكثر من 80 مسلحاً من تنظيم “داعش” جميعهم من الجنسية السورية، وينحدرون من الرقة والحسكة ودير الزور، وبعضهم لم تنته فترة محكوميتهم.