أثر برس

“قناة السويس”.. حي مهمل في القامشلي وللسياسة حضورها في الأسباب

by Athr Press G

خاص || أثر برس يعاني سكان حي “قناة السويس”، الواقع في الطرف الشرقي من مدينة القامشلي ، من عدد كبير من المشاكل الخدمية المتعلقة بالشوارع الطينية وانعدام وجود شبكات الصرف الصحي، وسط إهمال متعمد من قبل ما يسمى بـ “البلديات” التابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، علماً أن الأخيرة تعتبر إن المسائل الخدمية تندرج ضمن البنود السياسية التي يجب مناقشتها مع الحكومة السورية قبل أن تسمح بدخول الفرق الفنية التابعة للمؤسسات السورية للقيام بالعمليات اللازمة لإنقاذ الحي من مشاكله.

يقول أحد سكان الحي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خلال حديثه لـ “أثر برس”، إن ما يسمى بـ “البلدية الشرقية” في مدينة القامشلي والتابعة لـ “الإدارة الذاتية” المعلنة من طرف واحد من قبل “قوات سوريا الديمقراطية”، ترفض القيام بتعبيد الطرقات ومد شبكات الصرف الصحي على الرغم من إنها تتلقى مبالغ طائلة من مجموعة من المنظمات الدولية والدول الغربية لتنفيذ مشروعات البنية التحتية، والحجة الجديدة لهذه “البلدية”، هي الواقع الأمني الذي تعيشه مناطق شمال شرق سورية، بفعل التهديدات التركية التي لم تنته على الرغم من التوافقات السياسية التي تشهدها المنطقة.

وتؤكد السيدة “جيهان”، إن البلدية التابعة لـ “قسد”، قامت بفرش بعض طرقات حي “قناة السويس”، بمواد الردم والحجارة التي قامت بنقلها من بعض الأحياء والمناطق القريبة من الحي، إلا أنها لم تقم بالتفكير بتعبيد الطرقات التي تحولت إلى برك من الطين خلال الأيام الماضية بفعل الظروف المناخية التي تسود البلاد، وهي معاناة يعيشها الحي في كل عام منذ بدء الحرب على سورية بسبب سوء الخدمات في الحي الذي يعتبر من “العشوائيات”، التي ترفض “قسد” تخديمها، كما تمنع في الوقت ذاته دخول الفرق التابعة لمديرية الخدمات الفنية أو مديرية المياه والصرف الصحي التابعتين للدولة السورية لتنفيذ مشاريع البنية التحتية في الحي.

تتسبب الأمطار والتسربات التي تدخل إلى المنازل بانهيار الجدران الطينية في الحي الفقير الذي يقع في الطرف الشرقي من مدينة القامشلي، وعلى الرغم من سوء الأحوال المعيشية والشكاوى المتكررة المقدمة من قبل السكان لما يسمى بـ “الإدارة الذاتية”، إلا أن الأخيرة تمارس سياسة “التطنيش”، علماً أن الحي يعاني من وجود مكب للقمامة بالقرب منه، ما يزيد من معاناة السكان الذين يتقاسمون الفقر والمصائب المتتالية نتيجة للأحوال الجوية السائدة في البلاد.

وينقل مصدر صحفي مقرب من “قوات سوريا الديمقراطية”، خلال حديثه لـ “أثر برس”، عن قيادات في “قسد”، اعتبارها لأي عملية خدمية تقوم بها مؤسسات الدولة السورية في المناطق التي تنتشر فيها ما تعرف بـ “الإدارة الذاتية”، على إنها دعاية سياسية للحكومة السورية، من شأنها أن ترفع من أسهم الحكومة في المناطق التي من المفترض إنها مناطق حاضنة شعبية لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، علماً أن الأخيرة تتعامل مع جملة من الملفات الإنسانية والخدمية في المنطقة الشرقية على الأساس ذاته، وهو أمر لم يخجل القيادي في “قسد”، من التصريح به خلال العام الماضي علانية، إذ اعتبر حينها إن السماح بدخول المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل “الهلال الأحمر العربي السوري”، إلى المخيمات التي تسيطر عليها “قسد”، سبباً لرفع نسبة مؤيدي الدولة السورية وهو أمر لا تسمح به “قسد”.

اللافت أن وسائل الإعلام الناطقة باسم “قوات سوريا الديمقراطية”، تضخ أخباراً يومية عن وجود ما تسميه بـ “تقديم الخدمات”، ومشاريع البنية التحتية الممولة من المنح الأوروبية والأممية لـ “الإدارة الذاتية”، إلا أن هذه المشاريع لا تعدو عن كونها دعاية سياسية لـ “قسد”، حالها في ذلك، حال “إعادة إعمار الرقة” التي ما تزال تقتصر على بعض أعمال الصيانة في أطراف المدينة التي دمرت بفعل القصف الأمريكي الذي مهد لاحتلالها من قبل “قوات سوريا الديمقراطية”، في أيلول من العام 2017.

محمود عبد اللطيف – القامشلي

اقرأ أيضاً