خاص || أثر برس فيما تتداول صفحات التواصل الاجتماعي صوراً لوجود عدد من القناديل البحرية بالقرب من الشواطئ في الساحل السوري، أوضح مدير عام الهيئة العامة للثروة السمكية الدكتور علي عثمان لـ”أثر” أن ظهور القناديل ضمن المياه السورية خلال هذه الأوقات من العام هو طبيعي حتى نهاية شهر آب، مدللاً على ذلك بأن موسم تزاوج وتكاثر قناديل البحر يتزامن مع فصل الربيع، وبالتالي تظهر أعداد كبيرة منها مع فترة الصيف.
وأضاف عثمان أن قناديـل البحـر هي من الكائنات البحرية واسعة الانتشار، حيث توجد تقريباً في جميع بحار العالم، إلا أنها تعتبر من الكائنات البحرية غير القادرة على مواجهة تيارات الماء حيث غالباً ما تقذف بها الأمواج على رمال الشواطئ.
وبيّن عثمان أن سبب الزيادة في أعداد قناديل البحر مرده قلة وجود السلاحف البحرية والتي تعتبر من الأحياء المفترسة للقناديل حيث تتغذى عليها، بالإضافة للتلوث البحري والذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية في نفوق السلاحف والكائنات البحرية المفترسة للقناديل، مشيراً إلى أن القنديل الذي يظهر في شواطئنا حالياً هو قنديل البحر الرحال وهو نوع مهاجر من المحيط الهندي عبر البحر الأحمر ليصل للبحر المتوسط.
تجدر الإشارة إلى أول ظهور لقنديل البحر في سوريا وفقاً لما بيّنه الدكتور في البيولوجيا البحرية الدكتور سامر ماميش في تصريح سابق لـ”أثر”، كان في ثمانينيات القرن الماضي، بأفراد قليلة ثم ازداد بعد أن استوطن في شرق المتوسط قادماً من المحيط الهندي، الهادي، البحر الأحمر، مشيراً إلى وجود أكثر من 40 نوع من قناديل البحر في شرق المتوسط، تنتمي لشعبتي اللاسعات تتميز بوجود مظلة (قبعة) تتدلى منها أذرع فيها خلايا لاسعة ويتراوح قطرها بين 5 سم إلى 1 متر، وشعبة المشطيات التي يطلق عليها أيضاً تسمية (عناكب البحر) لها خلايا دابقة وصغيرة الحجم ويتميز شكلها بأنه كالكمثرى كروي متطاول، وكلا النوعين يتغذيان على العوالق الحيوانية والأفراد الصغيرة من قناديل البحر.
باسل يوسف – اللاذقية