يسيطر الخوف على منظمي كأس العالم من دور قد تلعبه السياسة في نتائج ومباريات المجموعة الثانية التي ضمت إنكلترا وويلز وإيران والولايات المتحدة، فتؤثر فيها أو من توتر قد تشهده بعض مبارياتها وخاصة مباراة إيران والولايات المتحدة ومباراة إنكلترا وويلز التي تعد جزءاً من المملكة المتحدة.
نظرياً وعلى الورق تبدو حظوظ الإنكليز وأبناء العم سام الأوفر حظاً في التأهل ولكن الواقع أو أرض الملعب لا يعترفان بالنظريات والحسم بأقدام اللاعبين.
هل يثبت الإنكليز أنهم أسياد الكرة؟
عقدة الأنا التي يعاني منها منتخب الأسود الثلاثة مستمرة معهم منذ عقود طويلة وهم يظنون أنهم أسياد الكرة ومهدها وهذه العقدة سببت لهم الإحراج دائماً على مستوى المنتخبات فلم يكتبوا التاريخ بما يتناسب معها (مع العقدة) ولم يسجلوا حضورهم ويحملوا الكأس سوى مرة واحدة عام 1966 عندما نظموا البطولة على أرضهم وفازوا في المباراة النهائية على الألمان بأربعة أهداف لهدفين في مباراة ما زالت حديث العالم حتى يومنا هذا عن ظلم لحق بالماكينات ثم أحرز منتخب الأسود الثلاث المركز الرابع مرتين في بطولتي 1990 عندما خسر أمام إيطاليا بهدف لهدفين و2018 بخسارته أمام بلجيكا بهدفين نظيفين.
وشارك الإنكليز بنهائيات كأس العالم 15 مرة لعبوا فيها 69 مباراة فازوا بـ29 وتعادلوا بـ 21 وخسروا 19 مرة وسجلوا 91 هدفاً ومني مرماهم بـ63 هدفاً.
في التصفيات دائماً ما يتألق الإنكليز ويتأهلون بيسر كما فعلوا في التصفيات الحالية فتصدروا فرق مجموعتهم التي ضمت إلى جانبهم سان مارينو وألبانيا وبولندا والمجر وأندورا، ففازوا 8 مرات وتعادلوا مرتين وسجلوا 39 هدفاً ومني مرماهم بـ3 أهداف فقط ونالوا 26 نقطة ممكنة من 30 وهذا يدل على السهولة التي تأهلوا بها.
منتخب الأسود الثلاثة فاز في التصفيات على سان مارينو 5-0 و10-0 وعلى ألبانيا 2-0 و5-0 وعلى أندورا 4-0 و5-0 وعلى المجر 4-0 وتعادلا 1-1 وعلى بولندا 2-1 وتعادلا 1-1.
فهل يتحرر الإنكليز من عقدتهم (الأنا) ويبرؤون من مرض العظمة ويلعبون بتواضع ويحققون حلم جماهيرهم وهم قادرون على فعل ذلك بما يملكون من لاعبين وإمكانيات تؤهلهم لذلك، ويثبتون بالتالي معادلة الدوري القوي تصنع منتخب قوي لأن الدوري الإنكليزي هو الأقوى والأمتع في العالم أم تتكرر إخفاقاتهم ويعودون أدراجهم مسرعين لبلاد الضباب.
إيران وأحلامها المشروعة:
من حق الإيرانيين أن يحلموا بالوصول إلى أبعد مرحلة في كأس العالم وأحلامهم مشروعة لأن الكرة الإيرانية عريقة على المستوى الآسيوي، فقد سبق لهم أن فازوا بكأس آسيا 3 مرات ووصلوا إلى نهائيات كأس العالم 6 مرات منها 3 مرات متتالية في آخر 3 بطولات وحققوا نتائج مقبولة، إذ لعبوا 15 مباراة فازوا مرتين وتعادلوا 4 وخسروا 9 وسجلوا 9 أهداف ومني مرماهم بـ24 هدفاً وهناك عدد كبير من لاعبيهم يلعبون في الدوريات الأوروبية أي أنهم يمتلكون الخبرة الكافية للانتقال للدور الثاني على الأقل وهم قادرون على تحقيق مفاجآت تسعد عشاقهم وسبق لهم الفوز على الولايات المتحدة في نهائيات 1998 بهدفين لهدف وقد يكونون قادرين على تكرارها معهم ومع الويلزيين على حسن لن تكون مهمتهم سهلة أمام منتخب الأسود الثلاث ولكنها بالتأكيد ليست جمستحيلة.
تأهلت إيران للنهائيات بعد تصدرها فرق المجموعة الأولى التي ضمت إلى جانبها كلاً من سوريا والعراق ولبنان وكوريا الجنوبية والإمارات حيث لعبت 10 مباريات فازت بـ8 وتعادلت بواحدة وخسرت مثلها.
فازت إيران على سوريا 1-0 و3-0، وعلى العراق 3-0 و1-0، وعلى الإمارات مرتين بنفس النتيجة 1-0، وعلى لبنان 2-1 و2-0، وتعادلت مع كوريا الجنوبية 1-1 وخسرت 0-2، وسجلت في التصفيات 15 هدفاً ودخل مرماها 4 أهداف وجمعت 25 نقطة.
أبناء العم سام ضيف شرف أم منافس قوي:
سيحاول أبناء العم سام تسجيل حضور قوي لهم في هذه البطولة ولن يكونوا ضيوف شرف كأغلب مشاركاتهم السابقة وقد يتجاوزون الدور الأول في انتظار من سيواجههم في الدور الثاني، إذ تحضر المفاجآت التي قد تطيح بمنتخبات عريقة.
وسبق للولايات المتحدة أن وصلت إلى نهائيات كأس العالم 10 مرات وحققت نتائج جيدة، إذ لعبت 33 مباراة فازت بـ8 وتعادلت 6 مرات وخسرت 19 مرة وسجلت 37 هدفاً ومني مرماها بـ62 هدفاً، وكانت أفضل نتيجة لهم عام 1950 عندما فازوا على إنكلترا بهدف وعُدَّت حينها من معجزات كأس العالم نتيجة فارق المستوى بين المنتخبين ولكن طموحاتهم كانت تتوقف عند الدور الثاني.
في طريقها لكأس العالم لعبت الولايات المتحدة الأمريكية في تصفيات أمريكية الشمالية والبحر الكاريبي في الدور الثالث مع منتخبات كندا والمكسيك وبنما وكوستاريكا وجامايكا والسلفادور والهندوراس واحتلت المركز الثالث خلف كندا والمكسيك بعد أن لعبت 14 مباراة فازت بـ7 وتعادلت بـ4 وخسرت 3 وسجل لاعبوها 21 هدفاً ومني مرماهم بـ10 أهداف وحققوا 25 نقطة.
وفاز أبناء العم سام على السلفادور 1-0 وتعادلوا 0-0، وعلى جامايكا 2-0 وتعادلوا 1-1، وتعادلوا مع كندا 1-1 وخسروا 2-0، وفازوا على بنما 5-1 وخسروا 1-0، وفازوا على كوستاريكا 2-1 وخسروا 2-0، وعلى هندوراس 3-0 و 4-1، وعلى المكسيك 2-0 وتعادلوا 0-0.
ويلز تعود بعد غياب:
وصلت ويلز إلى نهائيات كأس العالم مرة واحدة كانت عام 1958 حيث لعبت 5 مباريات فازت بواحدة وتعادلت بثلاث وخسرت واحدة وسجلت أربعة أهداف ومني مرماها بأربعة أيضاً ثم غابت طويلاً قبل أن تعود للحضور مرة ثانية على أمل تحقيق نتائج لافتة بما تضمه من لاعبين أبرزهم غاريث بيل لاعب ريال مدريد السابق.
تأهل المنتخب الويلزي إلى الملحق الأوروبي بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة الخامسة وراء بلجيكا، فلعب 8 مباريات فاز في 4 منها وتعادل في 3 وخسر مباراة واحدة وسجل لاعبوه 14 هدفاً ومني مرماه بـ9 ونال 15 نقطة.
فاز منتخب ويلز على التشيك 1-0 وتعادل معه 2-2، وعلى روسيا البيضاء 3-2 و 5-1، وعلى أستيونيا 1-0 وتعادل معها 0-0، وخسر مع بلجيكا 3-1 وتعادل معها 1-1.
وفي الملحق التقى مع النمسا وفاز عليها بهدفين لهدف وفي النهائي فاز على أوكرانيا بهدف وتأهل لنهائيات كأس العالم.
مواعيد مباريات المجموعة:
إنكلترا – إيران 21 تشرين الثاني الساعة الرابعة في ملعب خليفة.
الولايات المتحدة – ويلز 21 تشرين الثاني الساعة العاشرة في ملعب أحمد بن علي.
إيران – ويلز 25 تشرين الثاني الساعة الواحدة ظهراً في ملعب أحمد بن علي.
إنكلترا – الولايات المتحدة 25 تشرين الثاني الساعة العاشرة في ملعب البيت.
إيران – الولايات المتحدة 29 تشرين الثاني الساعة العاشرة في ملعب الثمامة.
ويلز – إنكلترا 29 تشرين الثاني الساعة العاشرة في ملعب أحمد بن علي.
هل يفرض المنطق نفسه وتتأهل إنكلترا للدور الثاني تاركة الصراع على البطاقة الثانية للولايات المتحدة الأمريكية وإيران وويلز أم أن الإنكليز سيضلون طريقهم ويدخلون في حسابات معقدة قد تبعدهم عن التأهل.
محسن عمران || أثر سبورت
إقرأ أيضاً: كأس العالم في قطر: المجموعة الأولى.. هل تدور الطواحين في الصحراء