علّقت الرئاسة الروسية على مسار التقارب السوري- التركي بأن موسكو تعمل لتسهيل الاتصالات بين تركيا وسوريا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين” ديمتري بيسكوف، رداً على سؤال فيما إذا كانت موسكو تستعد لعقد لقاء بين الرئيس بشار الأسد وأردوغان، بقوله: “في الواقع، فإن مسألة تسهيل تنظيم بعض الاتصالات بين الممثلين الأتراك والسوريين على مختلف المستويات مدرجة على جدول الأعمال”، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وسبق أن أكد السفير الروسي في سوريا ألكسندر يفيموف، أن “آلية الحوار الرئيسية حول هذه القضية هي الصيغة الرباعية (روسيا وإيران وسوريا وتركيا)، وفي إطاره، تستمر الجهود الرامية إلى تقريب التوجهات الأساسية بين دمشق وأنقرة”.
ومنذ 28 حزيران الفائت، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرات عدة عن رغبته بلقاء الرئيس الأسد، في حين تتعرض أنقرة لانتقادات من قبل محللين أتراك، بسبب الآلية التي تتبعها في مسار التقار السوري- التركي، وفي هذا الصدد لفت الكاتب عثمان غولجيك، في مقالة نشرتها صحيفة “جمهورييات” التركية إلى أن “العلاقات مع سوريا ليست كالعلاقات مع السعودية والإمارات ومصر، هؤلاء يمكن أن تخاطبهم بـ(أخي) وتنتهي المشكلة، أمّا مع سوريا، فماذا سنفعل باللاجئين وبالجيش الذي أنشأناه هناك وسلّحناه ودرّبناه؟ والأخطر، التنظيمات الأصولية المتشدّدة في إدلب؟”.
كما أشار إلى أن “أردوغان يتحدّث عن دولة الإرهاب الكردية في شرق الفرات، لكنه لا يتحدّث عن دولة الإرهاب الأصولية في إدلب، حيث اجتمع كل الإرهابيين الأصوليين في العالم والذين لهم خلايا إرهابية داخل تركيا. إلى أين سيذهب هؤلاء في حال قرّر الرئيس الأسد مهاجمتهم؟ الخيار الوحيد هو ولاية هاتاي (الإسكندرون). فهل نحن مستعدون لهذا الخيار؟”.
يشار إلى أن الرئيس بشار الأسد، أكد في تصريحات صحافية أدلى بها في 15 تموز الجاري، أن عملية التقارب السوري- التركي تحتاج إلى متطلبات محددة، إذ قال متسائلاً: “هل يمكن أن تسير هذه العلاقة من دون قانون دولي، ومن دون الحديث عن الماضي بالشكل الصحيح ومن دون الحديث عن الأخطاء السياسية التي أدت إلى تدمير منطقة كاملة وسقوط مئات الآلاف من القتلى؟، هل يمكن أن ننطلق باتجاه المستقبل من دون أن نستفيد من دروس الماضي ونضع أسس لكي لا تسقط به وبأفخاخه الأجيال القادمة؟”.