خاص|| أثر برس انتشرت مؤخراً “كروبات” على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة “الواتسآب” بين الطلاب وأساتذتهم لتسهيل العملية التعليمية واستكمال المعلومات في حال عدم كفاية مدة الحصة الدراسية وتعويض ما يفقده الطالب في حال غيابه عن المدرسة، علماً أن بدايتها كانت في فترة الحجر الصحي خلال انتشار “كورونا”.
توضح سارة (طالبة ثانوي) لـ “أثر” أن “النقاش على الكروب” كسر حاجز الخجل، فهي تخجل من سؤال المدرس بالصف عن معلومة لم تفهمها أو تحتاج إلى إعادة شرحها، بينما اعتبرت هبة (طالبة) أن وقت الحصة قصير في بعض المواد وبحاجة إلى متابعة مع المدرس لمزيد من الشرح إضافة إلى تبادل المعلومات وحتى المساعدة في الحل بين الطلاب، لذلك “كروب الواتسآب” حل مناسب.
لا تقتصر مجموعات “الواتسآب” على أسماء الطلاب وأرقام هواتفهم، إذ يمكن أن يضاف رقم الأم أو الأب أو الأخ الأكبر خاصة للمراحل الدراسية الأولى، كما توجد مجموعة للمعلمين مع الأهالي والغالب متفق على ضرورتها وأثرها الإيجابي.
يقول مدرس اللغة العربية في إحدى مدارس دمشق لـ “أثر” إن إنشاء كروب بين الطلاب والأساتذة والأهل كانت تجربة مفيدة خلال فترة الانقطاع بسبب وباء كورونا وغيره من أسباب انقطاع أي طالب، معتبراً أنها تجربة ناجحة ومستمرة حتى الآن، مؤكداً أن هذا العمل تطوعي ومجاني وانطلق بمبادرة من المعلمين والمدرسين.
ويضيف المدرس: “الفائدة من الكروبات تكمن بالمتابعة مع الطالب والأهل وتوضيح أي أمر غير مفهوم من سؤال أو حل أو التذكير بالوظائف أو إعلام الأهل بتقييم أبنائهم وتنبيه المقصر والثناء على المثابر بالتواصل مع الأهل”.
وتابع المدرس لـ “أثر”: “فكرة الكروبات انتشرت في كل الصفوف التعليمية ولم تعد مرتبطة بطلاب الشهادة الإعدادية أو الثانوية فقط، إذ كانت تتضمن إلى جانب الإجابة عن الأسئلة تخصيص ساعات درسية أون لاين بوقت محدد، وفي غالبية المدارس انتشر ذلك، ففي مرحلة الابتدائي مثلاً تُنشِئ المعلمة أو المعلم مجموعة مع أولياء الأمور للإعلام عن الوظائف والاختبارات وفي باقي المراحل يتم إشراك الطلاب إذا كان لديهم رقم هاتف جوال..”.
وبحسب مدرس آخر فإن المجموعات تكون مفتوحة إذ يُسمح للطلاب المناقشة والأسئلة وغيرها أو تكون مغلقة للمدرس فقط، مشيراً إلى أن معظم المدرسين لم يلغوا هذه المجموعات على الرغم من ارتفاع أسعار باقات الإنترنت.
بدورها، إحدى معلمات المرحلة الابتدائية قالت لـ “أثر”: “إن هذه المجموعات سهلت التواصل مع الأهل وخففت زيارتهم للمدرسة إلا للضرورة القصوى”.
وشددت إحدى مدرسات مادة اللغة الإنكليزية إلى ضرورة مثل هذه المجموعات لحل أسئلة أكثر خاصة أن وقت الحصة الدراسية غير كافٍ أحياناً، متابعة: “يمكن أن يعطي المدرس إضافات في المجموعة أو يساهم في حل نماذج اسئلة تثري معلومات الطلاب”.
وفي رأي آخر، اعتبرت إحدى مدرسات اللغة العربية في المرحلة الثانوية، أن مثل هذه المجموعات لها أثر جيد لطلاب الشهادتين الإعدادية أو الثانوية، بينما في المرحلة الابتدائية جعلت التلميذ قليل التركيز لجهة معرفة الواجبات المنزلية من وظائف أو المطوب منه، كون الأم تتابع لاحقاً في مجموعة “الواتسآب”، مضيفة: “كما أن المجموعات في مراحل التعليم الإعدادي والثانوي تتيح المجال للمناقشات بين الطلاب أو الطالبات الأمر الذي قد يؤدي إلى مشاكل أو حساسية بينهم”.
وفي إحدى المدارس الابتدائية في صحنايا بريف دمشق قالت زينة وهي أم لتلميذين بالمدرسة: “إن كل معلمة أصبحت تتواصل مع الأهل في مجموعة واتسآب ومديرة المدرسة تشرف على المجموعات ويتم إخبار الأهل بمواعيد الاختبارات ونتائجها والوظائف وغيرها، وبذلك أصبحت الأسرة على اطلاع بأدق التفاصيل عن أمور ابنها في الصف وحتى مناقشة بعض الأمور مناقشة فورية”.
وكان عدد من المدرسين قد كشف لـ “أثر” عن تركيب أجهزة راوتر في عدد من المدارس بانتظار تفعيل خط الإنترنت فيها.