جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تأكيد بلاده أن الاستخبارات الأوكرانية تعمل لتجنيد مسلحين من “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)” في إدلب للقتال في الحرب الأوكرانية لصالح كييف.
وقال لافروف خلال اجتماعه مع سفراء الدول الأجنبية في موسكو: “تفيد المعلومات التي وردتنا بوصول عناصر في الاستخبارات الأوكرانية إلى منطقة وقف التصعيد في محافظة إدلب السورية، باشروا تجنيد مسلحي جبهة النصرة التي تحولت إلى “هيئة تحرير الشام” لاستخدامهم في عمليات قذرة جديدة يخططون لها” وفق ما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
في آذار 2022 أكدت مصادر أهلية في إدلب لـ “أثر برس” أن عدداً من خطباء المساجد ورجال الدين الذين عيّنتهم “الهيئة” باتوا يتحدثون عن “جواز القتال في أوكرانيا ضد الجيش الروسي، وحرمانية القتال لجانبه”، وعدّوا أن القتال لصالح كييف، يعد من “جهاد الدفع”، بذريعة أن الجيش الروسي يهدد أرواح المسلمين المقيمين في أوكرانيا، وبالتالي فإن على “المسلم” أن يقاتل دفاعاً عن نفسه وأهله وماله حتى وإن كان الأمر تحت راية حكومة غير مسلمة، بحسب فتوى رجال الدين التابعين لـ”الهيئة” الذين أشاروا إلى وجوب تشكيل فصائل مستقلة عن حكومة كييف إن أمكن ذلك، وعدّوا أن هذا يقي من شبهة “نصرة الكافر على الكافر”، وفقاً للتعبير الذي يستخدمه مرتبطون بـ”الهيئة”.
وأوضحت مصادر “أثر برس” حينها أن ما يجري في أوكرانيا يعد “فرصة ذهبية” لـ”الجولاني” للتخلص من وجود المقاتلين الأجانب خاصة المنحدرين من أصول روسية أو من دول الاتحاد السوفييتي السابق، وعلى رأسهم شخصيات بارزة مثل “مسلم الشيشاني”، الذي اقتتل “الجولاني” معه قبل مدة.
يشار إلى أنه في عام 2013 تحدثت تقارير إعلامية غربية عن وجود مقاتلين من “الجماعات الجهادية” شرقي أوكرانيا ينحدرون من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، ضمن قوام حركة “القطاع الأيمن”، وتقول التقارير الغربية إن المتطرفين موجودون ضمن صفوف هذه الحركة بهدف “الجهاد ضد روسيا”، وبعد عام 2014 شهد إقليم دونباس تشكّل ثلاثة فصائل إسلامية متطرفة هي “جوهر دوداييف، والشيخ منصور”، المشكّلتان من مقاتلين شيشانيين، على حين تشكّل الفصيل الثالث باسم “وحدة القرم”، من مقاتلين ينحدرون من أصول تتارية وتركية.