بالتزامن مع التهديد التركي بشن عملية عسكرية شمالي سوريا، والحديث عن اتصالات روسية-أمريكية لبحث مستقبل هذا التصعيد، نبّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأكراد من الانحراف وراء الوعود الأمريكية في سوريا، وذلك قبيل لقاء من المفترض أن يجمعه مع وفد من “مجلس سوريا الديمقراطية-مسد” الجناح السياسي لـ”قوات سوريا الديمقراطية-قسد”، فيما شهدت منطقة الشمال الشرق السوري تصاعداً بالتحركات العسكرية الأمريكية والروسية.
وأشار لافروف، إلى أن “تصرّفات واشنطن تنذر بإشعال المشكلة الكردية ليس في سوريا وحدها بل وفي المنطقة كلها”، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس، مع سكرتير الكرسي الرسولي للعلاقات الدولية بول ريتشارد غالاغر: “إن تصرّفات واشنطن الداعمة للميول الانفصالية في شمال شرقي سوريا، سوف تسفر عن تفاقم المشكلة الكردية بشكل لا يقتصر على سوريا بل ويمتد إلى بلدان المنطقة”.
وأوضح أنه “يجب أن يشعر الأكراد بأنهم جزء من المجتمع السوري، نحن على اتصال وثيق مع الممثّلين الأكراد، ونحن على استعداد للمساعدة في ضمان أخذ مصالحهم المشروعة في الاعتبار بشكل كامل في العمل الجاري على تشكيل إطار سياسي جديد في سياق أنشطة اللجنة الدستورية” لافتاً إلى أن “خطط واشنطن موجهة ضد الحفاظ على الدولة السورية، موحّدة. وبشكل عام، هذه ألعاب خطيرة يمكن أن تؤدي إلى اشتعال المشكلة الكردية بشكل جدّي للغاية في جميع أنحاء المنطقة، لأن أبعادها لا تشمل سوريا وحدها”.
وحول التطورات الميدانية في منطقة شمالي شرقي سوريا المتزامنة مع استمرار التصعيد التركي، أفادت وكالة “سبوتنيك” الروسية بأن القوات الأمريكية سيّرت دورية عسكرية على أطراف بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، وتجوّل الجنود الأمريكيون داخل البلدة سيراً على الأقدام، بالإضافة إلى استطلاع المنطقة، مشيرة إلى أن هذا التحرّك الأمريكي تزامن مع تحليق مكثّف للمروحيات الروسية في أجواء المنطقة.
ووفقاً لما نقلته الوكالة الروسية عن مصادرها فإن الهدف من تجوال الدورية الأمريكية هو “رفع معنويات قسد في منطقة تل تمر، التي شهدت خلال الأيام الأخيرة وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لفصائل أنقرة إلى نقاط التماس بمحيط بلدة أبو راسين، كما أنها تتزامن أيضاً مع توجه وفد رفيع المستوى لمسد إلى العاصمة الروسية موسكو لإجراء مباحثات مع وزير الخارجية”.
وأضافت “سبوتنيك” أن التحرّك الأمريكي يستهدف أيضاً البحث عن موقع لقاعدة عسكرية جديدة تنوي القوات الأمريكية إنشاءها في المنطقة الأمر الذي يعقّد التهديدات التركية باجتياحها.
وإلى جانب الدورية التي سيرتها القوات الأمريكية في تل تمر، تم تسيير دورية عسكرية بريف مدينة المالكية أقصى شمال شرقي سوريا، حيث انطلقت من مطار تل حجر الزراعي بريف المالكية الجنوبي الغربي، الذي تستخدمه القوات الأمريكية كمهبط للطيران وكقاعدة عسكرية.
وتألّفت الدورية من 4 مدرّعات عسكرية من دون أن يرافقها غطاء جوي واتجهت نحو الريف الجنوبي للمدينة، وتزامن تسيير الدورية مع تحليق لحوامتين روسيتين في ريفي المالكية الشمالي والغربي.
وبالتزامن مع هذه التحرّكات العسكرية الأمريكية، شهد المطار المدني في القامشلي بريف الحسكة، مناورات وطلعات جوية مكثفة نفذتها المروحيات الروسية، وأجرت تدريبات عسكرية بالأسلحة الحيّة ومشاركة مروحيات قتالية.