أثر برس

لا انسحاب أمريكي من العراق.. ماذا يعني القرار الأمريكي بوقف المهمة القتالية للقوات الأمريكية؟

by Athr Press Z

نتج عن الحوار الاستراتيجي الأمريكي-العراقي، قراراً أمريكياً يقضي بتغيير مهمة القوات الأمريكية من مهمة قتالية إلى مهمة استشارية وذلك مع حلول نهاية العام الحالي، وذلك ف الوقت الذي كان من يُنتظر فيه قرار انسحاب القوات الأمريكية من العراق بشكل كامل، احتراماً لقرار مجلس النواب الذي صدر بعد اغتيال الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهد المهندس، في قرار وصفه محللون بانه تلميع لصورة الوجود الأمريكي في العراق، وبمثابة مسكب لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لتزيد فرصه في الانتخابات المقبلة.

حيث نشرت صحيفة “العرب” اللندنية:

“وكان العراق بلدا طبيعيا لما كنت حاجة إلى حوار من أيّ نوع بين بغداد وواشنطن، ما يحدث حاليا، بما في ذلك اللقاء بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بمثابة تتويج لفشلين. فشل أميركي على كلّ المستويات وفشل عراقي مذهل يصعب تحديد حجمه. من الصعب تحقيق نجاح، أو بناء نجاح، انطلاقا من فشلين.

وفي “الأخبار” اللبنانية:

“حصلت قوّات الاحتلال الأمريكي للعراق على اسم جديد لها، هو “قوّة استشارية” في الحرب ضدّ تنظيم “داعش”، في محاولة ماكرة لتلطيف الوجه القبيح للاحتلال في عيون العراقيين، الذين يعانون الأمرّين هذه الأيام، هذا ما يمكن استشفافه من خلاصة المحادثات التقنية الأمريكية – العراقية ضمن الحوار الاستراتيجي بين البلدين حول انسحاب القوّات القتالية الأمريكية.. على أيّ حال، لا يُلبّي مثل هذا التغيير في طبيعة المهمّة الأمريكية متطلّبات قرار مجلس النواب العراقي بإخراج القوّات الأمريكية من البلاد، والذي جرى التصويت عليه غداة اغتيال الشهيدَين القائدَين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في الثالث من كانون الثاني 2020. ويعكس التباين بين قرار مجلس النواب وما يجري التفاوض عليه حالياً، واقعاً قائماً عماده أن ليس جميع القوى العراقية تريد انسحاباً أمريكياً تامّاً من البلاد”.

فيما نقل موقع “العربي الجديد” عن الأستاذ في وحدة الدراسات الأمنية في معهد الدوحة للدراسات العليا، مهند سلوم تحليله:

“على المستوى الاستراتيجي، تحتاج الحكومة العراقية إلى استمرار دعم الولايات المتحدة وكذلك إيران لبقاء العملية السياسية التي تأسست بعد الاحتلال، لهذا يحرص الكاظمي، ومن سبقه من رؤساء الوزراء، على موازنة نفوذ الدولتين في العراق ومستويات توتر العلاقة فيما بينهما، لافتاً إلى أنّ إعلان تغيير مهام القوات الأمريكية في العراق من قتالية إلى تدريبية استشارية سيمنح قوات الحشد الشعبي نصراً تكتيكياً ومعنوياً مؤقتاً، على الرغم من أنّ المعطيات تشير إلى أنّ هجمات المليشيات ضد القوات والمصالح الأميركية لن تتوقف”.

يؤكد محللون إلى أن القرار الأمريكي مرتبط بعدة ملفات أبرزها الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها القواعد الأمريكية في العراق، وضغط الداخل العراقي على الكاظمي لإخراج القوات الأمريكية من أراضيه وغيرها من الملفات، ليكون هذا القرار بمثابة تهدئة وكسب ود بعض الأطراف مع الحفاظ على المصالح والمكاسب التي تحققها واشنطن من وجودها في العراق.

أثر برس

 

اقرأ أيضاً