خاص || أثر برس أكد مدير عام مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي بدير الزور المهندس لورانس الحسين لـ”أثر” أن لا تغيرات طرأت على وضع مياه نهر الفرات، نافياً وجود أية تلوث بمياهه، عقب ما أُشيع من انجراف مواد سامة باتجاه الفرات نتيجة انهيار منجم للذهب في تركيا.
وأشار الحسين في تصريح لـ”أثر” إلى أن مياه النهر شهدت عكارة لا تزال قائمة نتيجة لتشكل السيول عقب الهطولات المطرية الغزيرة خلال الأيام الماضي، وما من تلوث فيها بالمطلق، وتبين ذلك بعد إجراء التحاليل للمياه والتي تتم بشكل يومي للتأكد من مدى مطابقتها للشروط الصحيّة وصلاحيتها للاستهلاك البشري.
وكشف أن نسبة عكارة المياه في نهر الفرات تجاوزت الحدود العليا لأجهزة قياس العكارة، ووصلت إلى 120 NtU، فيما الحد الأقصى المسموح به 50 NTU، مُبيناً أن عمليات ضخ مياه الشرب في شبكات المياه الواردة من المحطات التي ناهزت أعدادها 73 محطة في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة السورية، وتمر بمراحل عدة تبدأ بسحب المياه الخاميّة عبر المضخات، ثم التهدئة والترقيد، فالفلترة عبر الفلاتر المعدنيّة، يتبع ذلك التعقيم والتجميع ضمن خزان المياه الصافية، يليه عملية الضخ باتجاه الخزانات وشبكات المياه لمصلحة المُشتركين.
من جانبه، أشار مدير الموارد المائية في دير الزور المهندس محمد الرجب لـ”أثر” إلى أن وضع مياه نهر الفرات طبيعي، وسُجّل ارتفاعاً بمنسوبها وصل إلى 400م³، بعد قرار المؤسسة العامة لسد الفرات بفتح بوابات السد بهدف زيادة الدفق والتصريف، لافتاً إلى أن التدفق مستمرٌ لليوم الثالث على التوالي، وجاء ذلك مع تشكل السيول وغزارة الهطولات المطرية، علماً أن المؤسسة وجهت تحذيرات للأهالي القاطنين على ضفتي نهر الفرات بوجوب أخذ الحيطة والحذر من الارتفاع بالمنسوب، حيث كان من المقرر فتح البوابات وإطلاق المياه على دفعتين، وضخها في الدفعة الأولى بكمية 400 م³، وفي الثانية 700 م³ .
وكانت وسائل إعلامية عربية ودولية تداولت خبراً عن كارثة بيئية تهدد نهر الفرات نتيجة انهيار كبير للتربة في منجم للذهب بمنطقة أرزينجان شرقي تركيا.
وأشارت الأخبار المتداولة إلى أن الانهيار الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي في منجم للذهب يبعد 300 كم عن نهر الفرات، مع نشر مقاطع فيديو وصور عن كتل تراب ضخمة مغسولة بمادتي السيانيد وحمض الكبريت اللتين تستخدمان لاستخراج الذهب.
كما حذّر علماء وناشطون بمجال البيئة من خطر التربة المنجرفة كونها تحوي مواداً سامة، مشددين على خطورة وصولها لمجرى نهـر الفـرات في سوريا، الأمر الذي نفاه المدير العام لمؤسسة المياه في حلب المهندس أحمد نور ناصر لـ”أثر” مؤكداً أن مياه نهر الفرات سليمة ولم تصب بأية تلوث.
يشار إلى أن نهـر الفـرات ينبع من تركيا من هضبة أرمينيا، وينحدر عند مدينة مالاطيا، ثم يدخل في الأراضي السورية عند مدينة جرابلس، ثم ينضم إليه نهر البليخ ثم نهر الخابور في بلدة البصيرة في محافظة دير الزور، ثم يمر في محافظة الرقة ويتجه بعدها إلى محافظة دير الزور، ويخرج منها عند مدينة البوكمال ليدخل العراق ويقترب من نهـر دجلة ثم يشكل معه ما يسمى بشط العرب إلى الشمال من البصرة ويصب شط العرب في الخليج العربي.
عثمان الخلف – دير الزور