كشفت وسائل إعلام عبرية عن وجود مطالب لدى الكيان الإسرائيلي بتقديم الدعم العسكري والمادي للمحتجين في محافظة السويداء جنوبي سوريا، والمحاذية للحدود الأردنية.
وعن كيفية دعم التظاهرات الأخيرة في الجنوب السوري، قال كبير المعلقين لشؤون الشرق الأوسط في القناة “12” الإسرائيلية، “إيهود يعاري” في مقال نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية: “إنّ دعم إسرائيل يجب أن يكون بفتح ممر إنساني في قرية العانات، والتي تبعد نحو 54 كم عن مدينة السويداء عند الحدود السورية- الأردنية”.
وتابع “يعاري” أنّه “من قرية العانات، تستطيع الشاحنات إيصال الإمدادات العسكرية والإنسانية الإسرائيلية على طول طريق بطول 55 كيلومتراً”.
وأوضح أنّ فكرة الممر من الممكن تطويرها في مراحل، وربما تشمل في نهاية المطاف، “تزويد الدروز بالأسلحة للدفاع عن أراضيهم، وهذا الأمر يتطلّب مظلة عسكرية من طائرات أمريكية- أردنية – إسرائيلية مشتركة لتأمين الشحنات إن لزم الأمر”.
وفي الوقت نفسه أشار “يعاري” في مقاله إلى أن مشروع “الدعم الإسرائيلي” يُواجه مشكلاتٍ عدّة أولها أنّ “العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني مُتردد في التدخّل من تلقاء نفسه في الحرب على سوريا، “وذلك على الرغم من التقارب بين الهاشميين والدروز”.
وعن المُشكلة الثانية التي يواجهها “المشروع الإسرائيلي” لدعم احتجاجات السويداء، أشار “يعاري” إلى إنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لم تتخذ سوى خطواتٍ مُنخفضة المستوى إزاء احتجاجات السويداء، وبحسب وصف “يعاري” فإن الخطوات الأمريكية اقتُصرت على “واشنطن سمحت لقائد الجيش السوري الحر في منطقة التنف التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، فريد القاسم، بإعلان دعمه للدروز، وأجرى عضو الكونجرس الجمهوري فرينش هيل محادثة هاتفية مع الشيخ هجري، ثم اتصل نائب مساعد وزير الخارجية إيثان جولدريتش بالهجري”.
أما المشكلة الثالثة وفق كبير المعلقين لشؤون الشرق الأوسط في القناة “12” العبرية، فهي أنّ إنشاء ممر للدروز يتطلب “إجماعاً واسعاً من الدول الغربية ودول الخليج”، مشيراً إلى أن احتمالات سماح روسيا بإصدار قرار بهذا الشأن في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضئيلة للغاية.
وخلُص “يعاري” في مقاله الذي أطلق فيه على احتجاجات السويداء مسمى “الثورة الدرزية” بقوله: “لا ينبغي ترك الثورة الدرزية لمصيرها”.
الحديث “الإسرائيلي” عن دعم احتجاجات السويداء يترافق مع توصيات أمريكية:
تزامن “الحديث الإسرائيلي” عن ضرورة تقديم الدعم لاحتجاجات السويداء، مع توصية أمريكية مباشرة بضرورة استمرار هذه الاحتجاجات، وفي هذا الصدد شدد سابقاً نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إيثان غولدريتش، على أنه “من المهم استمرار حراك السويداء ضد الدولة السورية”.
تحذيرات من مخططات أمريكية و”إسرائيلية” في الجنوب السوري:
قبل أيام، كشف رئيس حزب التوحيد العربي في لبنان، وئام وهاب، وعضو مجلس الشعب السوري، خالد العبود عن “مخطط إسرائيلي” لإشعال الجنوب السوري سيما في محافظة السويداء.
كما نقلت صحيفة “الديار” اللبنانية في آب الفائت عن مصدر دبلوماسي -لم تسمه- قوله: “إن هناك نشاطاً أمريكياً في سوريا والعراق والأردن وكذلك في لبنان، فاستقبل العاهل الأردني مؤخراً رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الفريق أول مارك ميلي، وبحث معه الوضع في المنطقة والتعاون بين البلدين، وعودة العمل في غرفة موك التي تضم تحالفاً أمريكياً – عربياً، كان يدير العمليات العسكرية في سوريا، كما أن نائبة مسؤول الشرق الأوسط وإفريقيا في الخارجية الأمريكية بربارا ليف التقت وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وحضر ثلاثة نواب أمريكيين إلى شمالي وشرقي سوريا، واستطلعوا أوضاع المنطقة، وهذا يؤكد أن أمريكا قررت استمرار الحرب على سوريا، ومن بوابة جنوبيها”.