خاص || أثر برس لا يزال مسلحو المجموعات المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي ، مستمرون في انتهاكاتهم وممارساتهم الإجرامية بحق المدنيين القاطنين في ريف منطقة عفرين الشرقي، الخارجة عن سيطرتهم، عبر استهدافهم المستمر للأراضي الزراعية الخيّرة وإحراق مساحات واسعة منها لحرمان الأهالي من حصاد محاصيلهم.
وأفادت مصادر أهلية لمراسل “أثر برس” من ريف عفرين الشرقي، بأن المجموعات المسلحة ومنذ دخول موسم الحصاد، بادروا إلى تنفيذ استهدافات متتالية بالرصاص المتفجر وبشكل شبه يومي، نحو الأراضي الزراعية الواقعة في منطقة “الشهباء” كما يسميها السكان المحليون، ما تسبب باحتراق عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية بما فيها محاصيل القمح والشعير.
وأوضحت المصادر بأن آخر تلك الاعتداءات وقعت قبل نحو يومين، حيث استهدف المسلحون انطلاقاً من مواقعهم في ريفي إعزاز وعفرين، أراضٍ زراعية في محيط قريتي “الكالوتية” و”الصوغانية”، وعلى أطراف بلدة “تل رفعت”، ما تسبب باشتعال النيران ضمن مساحات واسعة من الأراضي المزروعة التي كان أصحابها يعتزمون حصد محاصيلها.
ولم تقتصر الاعتداءات التي تنفذها مجموعات تركيا، على محاصيل القمح والشعير، بل امتدت أيضاً إلى أشجار الزيتون المنتشرة بكثرة في الأراضي الزراعية التابعة للمنطقة ذاتها، حيث بيّنت المصادر أن المسلحين وبدعم من القوات التركية المتمركزة جنوب شرق منطقة عفرين، عملوا خلال الأسبوعين الماضيين على استهداف أراضي الزيتون بعشرات القذائف الصاروخية التي أدت إلى احتراق المئات من أشجار الزيتون، وأتت عليها بالكامل، حارمةً أصحابها من الاستفادة منها.
انتهاكات المجموعات المسلحة المدعومة تركياً، لم تتوقف عند إحراق المحاصيل والأراضي الزراعية فحسب، وإنما امتدت الممارسات الإجرامية لتصل إلى حد منع السكان المحليين حتى من إخماد الحرائق التي تندلع في أراضيهم، حيث أكدت المصادر أن المسلحين دأبوا على استهداف المزارعين الذين يحاولون إخماد النار في أراضيهم بالرصاص المتفجر ورصاص القنص، ما أودى قبل يومين بحياة مدني من أهالي قرية “الصوغانية”، أثناء عمله على إخماد الحريق الذي نشب في أرضه.
تجدر الإشارة إلى أن مسلحي المجموعات الموالية للاحتلال التركي، يعملون منذ دخول موسم الحصاد، على استهداف الأراضي الزراعية للمدنيين في مختلف المناطق المتاخمة للمواقع التي يحتلونها سواء في ريفي عفرين وعين العرب بريف حلب الشمالي، أو في باقي المناطق الواقعة في ريفي الحسكة والرقة، ما تسبب باحتراق مساحات هائلة من الأراضي الزراعية وأثقل كاهل المدنيين القاطنين في تلك المناطق وزاد من أعبائهم المعيشية.
زاهر طحان ـ حلب