أثر برس

لعزل المناطق التي تحتلها عن باقي أراضي سوريا.. تركيا تبني جداراً إسمنتياً عازلاً في محيط إعزاز شمال حلب

by Athr Press G

خاص || أثر برس أكدت مصادر خاصة لـ “أثر”، بأن القوات التركية أدخلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، عدداً كبيراً من الكتل الإسمنتية إلى مدينة إعزاز الخاضعة لسيطرتها في ريف حلب الشمالي، بغية بناء جدار عازل في محيط المدينة.

وقالت المصادر إن الكتل الإسمنتية دخلت مدينة إعزاز مصحوبة بآليات ثقيلة متنوعة، وتم نقلها مباشرة إلى محيط المدينة وتحديداً إلى طريق “إعزاز – عفرين” على مسافة قريبة من القرى التي تنتشر فيها وحدات الجيش السوري وقواته الرديفة، فيما يبلغ ارتفاع الكتلة الإسمنتية الواحدة ما يقارب الأربعة أمتار.

وفور وصول الكتل الإسمنتية والآليات، باشرت القوات التركية ببناء الجدار العازل من جهة مستشفى إعزاز الوطني الواقع على أطراف المدينة، باتجاه حاجز “الشط” التابعة لمسلحيها على طريق “إعزاز – عفرين”، حيث نقلت المصادر عن أشخاص مقربين من مسلحي تركيا، بأن الجدار سيشمل معظم طول الطريق، بمسافة تقدر بـ2 كيلومتر كمرحلة أولى.

ووفق ما نقلته المصادر لـ “أثر” من معلومات، فإن القوات التركية تذرّعت بأن الجدار الإسمنتي الجديد يأتي كوسيلة دفاعية بحتة عن المدينة من أي هجمات محتملة، وخاصة لناحية الهجمات التي تنفذها “قوات تحرير عفرين” بين الحين والآخر، انطلاقاً من الجيوب التي تنتشر فيها بين منطقتي عفرين وإعزاز.

إلا أن الواقع والمعطيات تؤكد أن الخطوة التركية لا تهدف إلا لأمر واحد، يندرج ضمن إطار الإجراءات والممارسات التركية الهادفة إلى سلخ مناطق سيطرتها وعزلها بالكامل عن الأراضي السورية، وهو الهدف الذي ظهر جلياً في تلك المناطق خلال السنوات الماضية سواء من خلال سياسة “التتريك” المستمرة التي تنفذها أنقرة، أم لناحية الجدران العازلة التي ما تزال تبنيها بين الحين والآخر قرب الشريط الحدودي، وحول المناطق التي تحتلها وخاصة في منطقة عفرين.

وكانت قد عملت القوات التركية خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل خاص، على بناء عدة جدران عازلة تركزت بمجملها في منطقة عفرين، وضمن مناطق محددة تشمل أطراف المنطقة وقراها الحدودية، إلا أن خطوة بناء جدار عازل في إعزاز على تلك المسافة البعيدة عن الشريط الحدودي، تعد الأولى من نوعها التي تشهدها مناطق شمال حلب منذ بدء الحرب في سوريا.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً