كشفت إحدى الصحف التركية، بأن الأحداث الأخيرة في مدينة قيصري، تسببت بتوقف شبه كامل للإنتاج في معامل المدينة التي تعتبر من أهم المدن الصناعية في تركيا، نتيجة غياب العمال السوريين عن العمل.
ووفقاً لصحيفة “يني شفق” التركية، فإن نحو 35 ألف سوري يعملون في المنطقة الصناعية بالمدينة، لم يخرجوا من منازلهم منذ أيام بسبب الخوف على حياتهم، إثر خلفية الاعتداءات الأخيرة.
وأشارت إلى أن “قيصري تعاني أساساً من نقص في العمالة، حيث لا يرغب الشباب الأتراك في العمل بالوظائف التي يقوم بها السوريون، وتفاقمت المشكلة بسبب الهجمات العنصرية، ما يجعل من الصعب العثور على عمال جدد في الوقت الحالي”.
وبحسب الصحيفة فإن “العمالة السورية تشكل ثلث العمال العاملين في المنطقة الصناعية التي تحتوي على 1605 مصانع، وغالبيتهم يعملون في الأعمال التي لا يرغب بها الأتراك، فعلى سبيل المثال تلقت المدينة الصناعية حوالي 10 آلاف طلب توظيف، ومع وجود حاجة ماسة إلى توظيف أعداد كبيرة من الموظفين إلا أنه لم يقبل بالعمل سوى 1000 شخص فقط من المتقدمين، لأن أغلبهم كانوا يرغبون بالأعمال المكتبية”.
بدورها، نقابة اتحاد عمال النسيج والجلود التركية أوضحت في بيان نشرته قبل أيام، بأن الكثير من العمال السوريين لم يتمكنوا من الذهاب إلى العمل بسبب الخوف، كاشفة عن حادثة تعرض لها العمال السوريون في أثناء توجههم إلى العمل بواسطة حافلات تقلهم حيث “حاول البعض قطع طريق بعض حافلات العمال لإنزال السوريين منها”.
وحذر اتحاد عمال النسيج والجلود من خطاب الكراهية والتحريض الذي يستهدف اللاجئين السوريين، بحسب الصحيفة المذكورة.
تجدر الإشارة إلى أن الهجمات العنصرية بحق السوريين في تركيا ازدادت مؤخراً، آخرها كانت أعمال العنف التي اندلعت مساء الأحد الفائت 30 حزيران، في مدينة قيصري، بعد اعتقال سوري للاشتباه في تحرشه بقاصر.
وكانت مجموعة أشخاص اعتدت على متاجر وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري الواقعة وسط تركيا، وامتدت الاعتداءات إلى المدن الأخرى المجاورة بينها إسطنبول، حيث عززت الشرطة الإجراءات الأمنية حول القنصلية السورية.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حينها، رجالاً يحطمون نافذة محل يديره تجار سوريون، قبل إضرام النار فيه، فيما عمل شبان آخرون على استعمال حجارة وأدوات معدنية لتحطيم دراجات نارية، ومركبات في المنطقة نفسها بجنوب قيصري، وسط هتافات تقول: “لا نريد مزيداً من السوريين.. لا نريد مزيداً من الأجانب”.
وأكدت السلطات في ولاية قيصري أن “تلك الادعاءات خاطئة تماماً، إذ إن الطفلة القاصر سورية وليست تركية، وأن الشاب الذي اعتدى عليها ابن عمها ويعاني من اضطرابات عقلية”، كما أعلنت اعتقال المتهم، ووضع الطفلة تحت الحماية من قبل الجهات المختصة.
تجدر الإشارة إلى أنه يوجد في تركيا 3 ملايين و115 ألفاً و844 لاجئاً سورياً بحسب أحدث إحصائية صادرة عن رئاسة الهجرة التركية، مع الإشارة إلى أن معظم اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، يعانون ظروف معيشية صعبة، فضلاً عن تعرضهم لتصرفات عنصرية، ما يدفعهم للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.