أكدت مصادر خاصة لـ”أثر برس” أنه دخل اليوم الأحد وفداً لـ”التحالف الدولي” إلى مخيم الهول بريف الحسكة، وتجول في القسم الخاص بـ”الأجنبيات” والتقى مع إدارة المخيم وعدد من الجهات المعنية بضبط حالة الأمن.
وأضافت المصادر أن “هذه الزيارة الرابعة لوفود من التحالف الدولي منذ بداية الأسبوع الفائت حتى اليوم” موضحة أن هذه الزيارة “تتزامن مع تحضير قوائم إسمية لنحو 80 عائلة من أرياف دير الزور كان مقرر نقلها من المخيم منذ مطلع الشهر الجاري، إضافة إلى تحضير قوائم تضم 100 عائلة عراقية لنقلها إلى مخيم جدعة ضمن الأراضي العراقية”.
ووفق مصادر من داخل المخيم فإن “تكرار الزيارات يأتي في إطار تسريع عمليات نقل وإخراج العائلات من المخيم، سواء الأسر السورية أو العراقية أو الأجانب”، مضيفة أنه “تم نقل عدد من النساء خلال الفترة القليلة الماضية من قسم المهاجرات إلى مخيم روجا بريف المالكية، وذلك استعداداً لإعادتهم إلى بلدانهم”.
وبالتزامن مع هذه الزيارة، وصل وفد آخر من “التحالف الدولي” إلى مخيم روجا بريف المالكية الذي تنقل إليه “قسد” عادةً العوائل الأجانب التي يراد تسليمهم وإعادتهم إلى دولهم بعد نقلهم من مخيم الهول شرقي الحسكة.
وتزايدت مؤخراً المطالب بضرورة إفراغ هذه المخيمات لما تشكله من خطورة نتيجة احتوائها على عوائل مسلحي تنظيم “داعش” إلى جانب الحديث عن تردي الوضع الصحي والخدمي فيها.
وفي هذا الصدد، أكدت مصادر “أثر برس” في المخيم بأنه توفي شاب سوري الجنسية في مخيم الهول نتيجة تردي وضعه الصحي بعد تعرضه لـ”ضربة شمس” وذلك بعد يوم واحد من وفاة طفل من الجنسية العراقية للسبب نفسه.
وأضافت المصادر أن “استمرار ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى المزيد من المشاكل الصحية والوفيات بين سكان مخيم الهول خاصة، وبقية المخيمات عموماً، وذلك لكون الخيام التي يقطنها السكان غير معدة لمقاومة درجات الحرارة العالية، كما أن المخيمات موجودة في مناطق مفتوحة ولا يوجد فيها أي نوع من الغطاء النباتي الذي يمكن أن يخفف من درجات الحرارة”.
وقالت مصادر قريبة من إدارة “الهول”: “إن النقاط الطبيعة النشطة داخل المخيم تتهاون بشكل كبير في التعامل مع الحالات المرضية الوافدة إليها” موضحة أن “عدد قليل من العاملين في النقاط الطبية يحملون شهادات طبية معتمدة خاصة من كوادر التمريض.
وأضافت المصادر أن “التعامل مع سكان المخيم على أساس أن معظمهم مرتبطين بتنظيم داعش، يُعد سبباً في إهمال الحالات المرضية الواردة إلى النقاط الطبية”.
وإلى جانب موجة الحر الشديدة، يعاني مخيم الهول من مشكلة النقص الشديد في كميات مياه الشرب الموزعة على سكانه من قبل المنظمات بعد تخفيض “قسد” لتعداد الصهاريج المسموح لها بالدخول إلى المخيم منذ ما يزيد عن عامين، بعد تسجيل محاولات هروب للعوائل القاطنين في المخيم من خلال التعامل مع سائقي الصهاريج، كما أن المحال التجارية النشطة في المخيم تبيع المياه المعلبة بأسعار كبيرة تصل لـ 10-12 ألف ليرة سورية لعبوة “الليتر” الواحد.
وتدير “قسد” بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية عدد من المخيمات شرقي سوريا، أكبرها وأخطرها مخيم الهول الذي يضم عوائل مسلحي تنظيم “داعش” ومخيم تل أسود “روج” ويقطن فيه 801 أسرة تضم 2588 فرداً غالبيتهم من الجنسيات الأجنبية، ومخيم العيشة جنوبي الحسكة ويضم 13198 فرداً موزعين على 2699 أسرة سورية من أرياف الحسكة ودير الزور والرقة، ومخيم تجمع تل تمر غرب الحسكة ويضم 16596 فرداً موزعين على 2375 أسرة من أهالي رأس العين وريفها، ومخيم عين الخضر بمنطقة المالكية ويقطن داخله 1117 أسرة تضم 6050 فرداً غالبيتهم سوريين.
جوان الحزام- الحسكة