حضر الرئيس بشار الأسد، قمة جامعة الدول العربية يوم الخميس 16 أيار الجاري، من دون أن يلقي كلمة، على الرغم من تخصيص 3 دقائق لكل مشارك من قبل إدارة القمة.
وفي هذا الصدد، أوضحت وكالة “سانا” الرسمية أن الرئيس الأسد “لم يلق كلمة انطلاقاً من ثبات الرؤية السورية تجاه المستجدات التي تشهدها المنطقة، إذ سبق أن حدد وعلى مدى سنوات عدة رؤيته لمختلف القضايا العربية بما فيها العروبة والقضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي وإصلاح الجامعة العربية، والتي انطلقت أساساً من ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك، وتطوير آلياته بما يناسب العصر لتجنب المخاطر التي تتهدد المصالح العربية”.
ولفتت “سانا” إلى أن “ما تمر به المنطقة العربية اليوم يؤكد أن ما طرحه الرئيس في قمم عدة سابقة أثبت أنه الرؤية الوحيدة القادرة على تحقيق المصالح العربية”.
وأجرى الرئيس الأسد، خلال القمة لقاءات ثنائية مع زعماء عدد من الدول العربية، إذ التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووفق ما أكدته الرئاسة السورية في قناتها على “تلغرام” فإن الجانبين بحثا “العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يخدم البلدين والشعبين الشقيقين ويساهم في استقرار المنطقة ودفع التعاون بين الدول العربية إلى الأمام”.
وأضافت الرئاسة السورية أن “الرئيس الأسد أشار إلى ضرورة تطوير آليات التعاون والتنسيق بين الدول العربية منوهاً بدور السعودية في هذا المجال”، بدوره شدد ابن سلمان على ضرورة تقوية الحوار بين البلدين، مشيراً إلى أهمية عودة سوريا القوية كمصلحة للعرب جميعاً.
كما التقى الرئيس الأسد، ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، وبحثا العلاقات الثنائية، كما نوّه الرئيس الأسد، إلى الجهود البحرينية في التحضير للقمة العربية الـ33.
وفي معرض لقاءاته الثنائية، اجتمع الرئيس الأسد، مع نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، وبحث معه التعاون بين البلدين خصوصاً في “مجال مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والتنسيق على المستوى السياسي”، وفق ما أكدته الرئاسة السورية.
وجاء في البيان الختامي لقمة جامعة الدول العربية:
-ندين بأشد العبارات جرائم الاحتلال الإسرائيلي الوحشية بحق الشعب الفلسطيني وانتهاكاته غير المسبوقة للقانون الدولي ومحاولاته للتهجير القسري للشعب الفلسطيني ونطالب بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
– ندين امتداد العدوان الإسرائيلي إلى مدينة رفح التي أصبحت ملجأ لأكثر من مليون نازح وما يترتب على ذلك من تبعات إنسانية كارثية، وندين سيطرة قوات الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بما يستهدف تشديد الحصار على قطاع غزة ووقف تدفق المساعدات الإنسانية.
-اعتماد مبادرة البحرين بإصدار دعوة لعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية بما ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة كافة ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة وفق قرارات الشرعية الدولية.
وهذه القمة الثانية التي تحضرها دمشق في جامعة الدول العربية، بعد صدور قرار عودتها إلى مقعدها، وعقب هذه القمة جددت واشنطن إعرابها عن انزعاجها من هذا القرار، إذ أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتل خلال مؤتمر صحافي، رداً على سؤال يتعلق بمشاركة دمشق بقمة المنامة، إلى أن البيت الأبيض لن يتقارب مع دمشق في الظرف الحالي.