أعلنت القوات البحرية اليمانية يوم الأحد 19 تشرين الثاني الجاري، احتجاز سفينة “إسرائيلية” في مياه البحر الأحمر، في تحرك وصفته حكومة الاحتلال بأنه “خطير جداً”، وزعمت “إسرائيل” في البداية أن السفينة لا تملكها “جهة إسرائيلية” لكن قاعدة بيانات السفن التابعة للأمم المتحدة أكدت أن السفينة تعود ملكيتها إلى شركة مقرها “تل أبيب” وهي شركة Ray Shipping Ltd، وفق ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية.
حمل هذا الإجراء اليماني أبعاداً عدة منها مرتبطة بالحرب الحاصلة في فلسطين والتصعيد “الإسرائيلي” ضد قطاع غزة، ومنها مرتبطة بملفات دولية، إذ أشار خبراء ومختصون إلى أنه من شأن هذه الحادثة فرض معادلات دولية جديدة.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة “ذا ناشيونال” عن محللين قولهم إن “الهجوم قد يؤدي إلى تصعيد أوسع في البحر الأحمر، وهو طريق ملاحي دولي مهم ينتهي في مضيق باب المندب، الذي يمر عبره نحو 6 ملايين برميل من النفط يومياً”.
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أنه “من المثير للدهشة أن هذا السلوك لم تتم مقاومته على الفور على الرغم من وجود الأسطول الأمريكي”.
وفي السياق نفسه، عد الخبير العسكري، ناجي ملاعب، أن “الخطوة الحوثية جاءت بسبب عدم الرد الأمريكي على ما تفعله الجماعة من إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، ما شجعها على التوسع في دعمها للفلسطينيين وتنفيذ تهديداتها المعلنة بوساطة زعيمها”، وفق ما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
بينما نوّه المحلل السعودي، محمد بن صالح الحربي، بأن “هناك جبهات مفتوحة بالفعل في سوريا والعراق ولبنان وحالياً من اليمن في البحر الأحمر، بهدف دعم الفلسطينيين في الحرب الدائرة في غزة”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة تعمل حالياً بسياسة الاحتواء وتخشى تمدد الصراع إقليمياً”.
وفي هذا السياق أشار مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ماجد المذحجي، إلى أن “الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون هي تصعيد مختلف وخطوة تالية من خطوات التصعيد منذ الحرب في غزة، بعدما كان هناك استهداف رمزي لإسرائيل بالصواريخ والمسيّرات”، وفق ما نقلته قناة “الحرة“.
ونقل موقع “إس أند بي غلوبال” عن الباحث في شؤون الخليج في مركز موشيه ديان التابع لجامعة تل أبيب “إيلان زاليات” قوله: “إن الحوثيين “أثبتوا أنهم قادرون على العمل كعنصر فاعل خارج حرب اليمن، مما يجعلهم أكثر خطورة” مرجحاً أن تكون “القواعد والبنية التحتية الأمريكية في الخليج لا تزال معرضة للخطر” متابعاً “يمكن أن يستهدفوا القوات الأمريكية في شبه الجزيرة العربية وربما في القرن الأفريقي، فهذا كله في متناول الحوثيين”.
منذ إعلان حدوث حادثة احتجاز السفينة “الإسرائيلية” من قبل جماعة “أنصار الله” اليمانيين أكدت التقارير العبرية أن هذه الحادثة سيكون لها تأثيرات كبيرة في “التجارة الإسرائيلية” في البحر الأحمر، خصوصاً بعدما أعلنت القوات البحرية اليمنية أن أي سفينة “إسرائيلية” في البحر الأحمر ستكون هدفاً مشروعاً لهم، كما أكد عدد من الدبلوماسيين بعد هذه الحادثة أن الحرب في غزة انتقلت إلى مرحلة جديدة، وقال في هذا السياق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: “إن الحرب اتسعت بالفعل في المنطقة، وذلك نظراً إلى حقيقة أنّ الجيش اليماني يُهاجم الأراضي المحتلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وأن حزب الله يقاتل ثلث الجيش الإسرائيلي”.