بعد الاستهداف الذي نفذه الكيان الإسرائيلي مساء أمس الثلاثاء لبناء سكني في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، تؤكد معظم التحليلات أن هذا الاعتداء نقل التصعيد بين حزب الله والكيان الإسرائيلي إلى مرحلة جديدة.
أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الهدف من الغارة التي نفذها في بيروت هو اغتيال فؤاد شكر، المستشار العسكري للأمين العام لحزب الله، وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن المفاوض السابق لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط ونائب رئيس مركز “كارنيغي” للدراسات أرون ديفيد ميللر، إلى أن “الإسرائيليين أطلقوا عملية مصممة لاستهداف الرجل الثاني الأكثر أهمية لحزب الله، ولم ينصتوا لوجهة نظر الإدارة الأمريكية بعدم الضرب في بيروت، والسؤال -سواء تم تأكيد مقتل فؤاد شكر أم لا- هو كيف سيستجيب حزب الله لضرب إسرائيل لبيروت، وما إذا سيتم الرد من دون تصعيد كبير، فما يملكه حزب الله من أسلحة عالية الدقة يجعل الأمور على المحك، وأتوقع أنها ستكون حرب استنزاف مستمرة”.
من جانبها نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية على غلافها ملفاً بعنوان “المقاومة للعالم: لا كلام خارج الميدان” أشارت فيه إلى تبرير الكيان الإسرائيلي اعتداءه على بيروت، بأنه بمنزلة رد على الصاروخ الذي استهدف بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، موضحة أنه “بينما تباهى العدوّ بفعلته، وحاول تصوير عدوانه على أنه ردّ على حادثة مجدل شمس، صدرت بيانات عن القيادات العسكرية والسياسية، ركّزت على دور شكر في إدارة العمليات من الجبهة اللبنانية التي فُتحت بعد طوفان الأقصى، وهذا يعيد الأمور إلى نصابها الحقيقي لجهة أن هدف العدو الفعلي كان ويبقى متمثّلاً بالسعي إلى النيل من قادة المقاومة الذين يقودون عمليات الإسناد لقطاع غزة، وأن حادثة مجدل شمس ليست إلا ذريعة لتبرير العدوان على منطقة الضاحية”.
وأضافت الصحيفة أنه “حزب الله أقفل هواتفه مساء أمس، والعبارة الوحيدة التي سمعها كل من حاول -من لبنان أو خارجه- السؤال عن موقف الحزب من العملية، كانت (الجواب في الميدان)، وأن لا مجال لأيّ كلام سياسي بعد هذا العدوان، وهو الموقف الذي دفع بعواصم غربية إلى التحسب من اندلاع مواجهة كبيرة على الجبهة اللبنانية مع العدو”.
وخلُصت “الأخبار” في مقالها إلى أن “الواضح، هو أن العدوّ فتح الباب أمام مرحلة جديدة في المواجهة، وهي مواجهة ستظل مرتبطة بالعدوان المفتوح والمستمر على قطاع غزة، لكن سيكون لها شكل آخر على الجبهة مع لبنان” موضحة أن “العدوان على الضاحية، أمس، فتح صفحة جديدة ومختلفة عما كانت عليه الأمور قبل الثلاثين من تموز 2024”.
من جانبه لفت الكاتب رفيق خوري، في مقالة نشرتها صحيفة “إندبندنت عربي” إلى أن “في الحرب الحالية، فإن اللعبة تبدلت تماماً، وحروب إسناد لغزة ممتدة من اليمن إلى لبنان مروراً بالعراق وسوريا، وأي اعتداء كبير على لبنان يفتح الباب أمام حرب إقليمية”، مضيفاً أن “كل شيء مكشوف مع حرب غزة وحروب الإسناد، إسرائيل بحاجة إلى حماية أمريكية، وهي عاجزة عن خوض حرب شاملة تلحق بها دماراً واسعاً بمئات ألوف الصواريخ والمسيرات التي أحدثت تغييراً هائلاً في استراتيجيات الحرب، ففي الماضي كانت إسرائيل تتصرف على أساس معادلة اسمها “القلعة والسوق”، هي القلعة العسكرية القوية، والعالم العربي سوق مرشحة لأن تكون مفتوحة أمامها، وهذه لعبة انتهت، فلا إسرائيل قلعة حصينة، ولا المنطقة سوق مفتوحة بل ساحات مملوءة بالصواريخ”.
يشار إلى أن حزب الله أصدر صباح اليوم الأربعاء بياناً أولياً أكد أن الاستهداف الإسرائيلي طال بناءً سكنياً وأودى بحياة عدد من المدنيين وتسبب بإصابة آخرين، موضحاً أن القيادي فؤاد شكر، كان حينها موجوداً في هذا المبنى.