أعلنت المقاومة اللبنانية فجر أمس الأحد، إنجاز المرحلة الأولى من الرد على الكيان الإسرائيلي، بعد اغتيال القيادي في صفوفها فؤاد شكر “السيد محسن”، وبعد الرد بساعات أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن العملية أُنجزت كما خطط لها بكل تفاصيلها، موضحاً أن الحزب قرر أن يستهدف الرد هدفاً عسكرياً وأن يكون له ارتباط بعملية اغتيال “السيد محسن” مبيناً “حددنا هدفاً أساسياً للعملية في عمق إسرائيل ومنها قاعدة غليلوت” التي تبعد عن حدود لبنان 110 كلم وتبعد عن حدود مدينة “تل أبيب” 1500 متر.
وبعد الرد بساعات بدأت التحليلات الأجنبية والعربية بتقييم ما حصل، وفي هذا الصدد لفت رئيس تحرير صحيفة “الأخبار” اللبنانية إبراهيم الأمين، إلى أن “صراع السرديات بات أساسياً في المعركة القائمة بين إسرائيل وكل أعدائها. هي المرة الأولى التي لا يتمكّن فيها العدو من تقديم رواية كاملة، صلبة وواضحة وقابلة للتصديق، وليس صدفة أن أزمة الثقة القائمة بين جمهور الكيان وقيادته تعود إلى هذا القدر من الكذب والاحتيال على الوقائع” مضيفاً أن “ما قام به حزب الله أمس كان منسجماً إلى أبعد الحدود مع الاستراتيجية التي اعتمدها منذ اليوم الأول، فهو لا يريد حرباً شاملة، ولذلك، لن يقدم على أي عمل يقوده إلى حرب ليست من اختياره توقيتاً وساحة وشكلاً”.
الأمر نفسه، أكده مساعد التحرير في صحيفة “واشنطن بوست“، ديفيد أغناطيوس، إذ قال: “إن التبادل المكثف لإطلاق النار عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل، لم يؤد إلى اندلاع حرب إقليمية كبرى، كما لم يعرقل المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
بينما يشير رئيس تحرير مجلة “المجلة” إبراهيم حميدي، إلى أن ما حصل أمس الأحد، لا يعني انتهاء التصعيد، مشيراً إلى أن “هناك ما هو مقلق في جولة الأحد، فأمريكا أبقت حاملتي الطائرات، ثيدور روزفيلت وأبراهام لينكون، في المنطقة لضبط الشهيات والمغامرات، إذ إن حزب الله قال إنه أنجز هجومه في هذا اليوم ضمن رد أولي، ما يعني أنه يريد القول إن الانتقام طويل المدى، ليس نهائياً أو كاملاً، وإن هذا يخص الحزب فقط ولا يخص رد إيران أو وكلائها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية”.
وأضاف أنه “تنفس كثيرون الصعداء بعد جولة أولى من قصة الانتقام. لكن القلق لم يتبدد والجهود لم تتوقف والتحذيرات لم تتراجع من “فتح جبهة جديدة” في لبنان وتدحرج الإقليم في النيران. تتجه الأنظار إلى القاهرة لمعرفة نتائج مفاوضات الهدنة والتبادل”.
يشار إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أكد في خطاب متلفز أمس الأحد، أن الحزب قرر الرد بصورة منفردة لاعتبارات ستظهر مع الوقت ولكل طرف في محور المقاومة الحق في تحديد موعد وكيفية الرد، وحول المرحلة الذي ستلي هذا الهجوم أكد نصر الله أنه “إذا كانت النتيجة مرضية وتحقق الهدف المقصود فنحن سنعتبر أن عملية الرد انتهت، وإذا لم تكن النتيجة كافية سنحتفظ بحق الرد حتى وقت آخر”.